"عـــبــور"
كلما عبرت من حاضري إلى ماضي...من أرض الوضوح إلى أرض التماهي...استوقفتني محطات شبيهة بالموت أو هكذا خيل إلي أنها كانت حينها من وقع حوافر الوجع على أرض صدري...هي غصات تعصر الفؤاد عصرا بكفيها الفولاذية الخشنة...حتى دوي صرخاتي الصامتة أسمعها داخلي كالصدى القادم من بعيد...على الرغم من أنها كذلك...إلا أنها تكاد تصم مسمعي...كنت آنذاك المبصر الأعمى...ها أنا أصل اليوم إلى شاطئ الصمت بعيدا عن صخب الفوضى...بعيدا عن التشابك و التداخل و الغبش...ها أنا أسلم روحي للنور و النقاء...ما ألمح الفائت مني إلا ضبابا غاشيا...كما يرى المبصر في الظلمة...أو كما ينظر الضرير بالنور...ها أنا صرت الآن ذلك الأعمى المبصر.
بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.