الموت المفاجىء :
ما اجمل أن يقتل الإنسان وهمه ..
ويستفيق نوره من صدى ظله
كل الموتى ذاهبين ..وكل الموتى غائبين
وليس كل الموتى عزيزين
خارت قواها ...
وماتت حين ظنت أنه لا سواها
خارت قواها وسقطت حين ظنت ..
ان لا غيرها في رؤاها ..
تصرخ في الرمل والتراب صداها
تنادي على الليل في فاه مساها
اقتيلا أنا أم مقتولا في هواها
اجريحا أنا أم مجروحا في ثراها
هذه نهايتها وهذه ذكراها ...
كانت صدا لذكراها
أوجعتنا الطيبة والشفقة ..
واوجعنا الحنين في لظاها
خارت قواها واستسلمت ..
للروح في جسد الصالحين
خارت قواها وحملت الارض ...
في جبين الشامخين
لن تعودي لسماءي ..
ولن تكوني لغة لمساءي
الموت اقبل وشق ترابي ...
والصبح أدبر في هواكي
وقمرك غاب في ظلامي ..
والقلم تاب عن نداءكي
وأشرق بنور الحق ظلامي
يا ايتها الوهم المريح ...
كم صرخة ..كنت في صداها جريح
وكم فرحة سرقتها عواصف الغدر والريح
وتنتحر الحسناء في هذا المساء
ويسقط صوتها في التراب أشلاء
ويعلو البدر أفاق السماء ...
وينتشي القلب في نظم الرثاء
غنت ورقصت وتابت وقالت وسارت ...
ثم نامت في عيون الغيب والتراب
ولا استفاقت في سجون القلب والسراب
فرحت حين انكسرت لكني مازلت أقاتل
حزنت حين استفقت لكني لا ابتغي المديح من قاتل
وخرجت بإسمي اصيح بالموت لاملأ قدحي
وبإسمي تتحرر الأبجدية من طلاسم قلبي
وتنادي العربية في كتاب صوتي ...
وتنتصر الحياة على الحياة بجمال بعثي
كنا صغار والعمر مقبرة ومملكة من غبار
كنا صغار والمر مقسلة ومعجزة وتيار
وصرنا كبار نرمي سواعدنا في الريح
فيصيح البرد نورا ونار ..
ويصير الرماد ستار ...
نداري فيه أوجاعنا ولا إنكسار
هنا في خطوط يدي مرايا الموت ..
تتلو بداخلي الأشعار
وكنت صادق في كل شعار
ولا انكسار ....
هزمتنا الأماني وهزمنا الحصار
وكسرتنا المعاني وكسرنا الشعار
يوم موتي يوم عيدي لكن لا تعودي
ويوم بأسي ساء مصيري ولن تفيقي
ويوم عمري كان ضميري شعلة ..
لهذا المساء ...
قتلنا الهوى وهجرنا الفناء
عشقنا الصدى وهزمنا النداء
لا أه ولا جراح في هذا الدواء
ويستسلم اليأس في صدور الأعزاء
وينتشي الكأس في شعور الأوفياء
وينتهي الحزن في سطور الاقوياء
ويموت الخذلان بين جنة ونار ...
ولا انكسار ولا انهيار
ونرفع الشعار تلو الشعار
نحب الصالحين ...
ونكره الأشرار
كل الأشرار
مساء الأخيار
بقلمي.. أ.غسان حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.