قصـة قصيـرة ……
بقلمي: نور أحمد / الأنبار
∞∞∞∞∞∞∞
سلمـى……
فتاة جميلة شقراء ذات عينان خضراوتان مُدللة هي
كبيرة إخوتها .. كان كل من يراها ،، يُذهل ويتحدث بجمالها
كانت تتمنى أن تُكمل دراستها ولكنه ..! حلم من الصعب تحقيقه
لأنها لا تستطيع الذهاب إلى المدرسة وتترك والدتها لوحدها
ترعى إخوتها مع اعمال المنزل . لذلك قررت ترك دراستها في سبيل مساعدة والدتها. .
كان إبيها يحبها حبا لا يوصف. لديها خمسة إخوة أثنان من إخوتها وافاهم الأجل في حادث سير أحدهم توفى في وقته والأخر اصبح معاق لا يستطيع الحركة بسبب إصابته كانت على العمود الفقري وبعد سنوات من المعاناة توفى هو الاخر . وحزنت عليهم خزنا كبيرا وكانت دائما ترتدي اللون النيلي ولم تغيره لانهم هما كانا الاقرب اليها . كانت هي من ترعى اخوتها وتساعد والدتها في المنزل.
وبعد موت اخوتها مرضت والدتها واصبحت كل المسؤولية على عاتقها. وبقى لها ثلاثة إخوة وكان والدها تاجر كبير غني ومعروف له صيت بين الجميع ومكانه في المجتمع . كان رجل كريم طيب محبوب ومقرب من جميع الناس.
كان يتقدم كثير من الشباب ومنهم المهندس والدكتور ومنهم التُجار لخطبة سلمى لصيت والدها وجمالها . ولكن كانت والدتها ترفض أن تزوج سلمى خوفا عليها وكذلك لم يكن لديها معين في البيت سوى سلمى. ومرت الأيام والسنوات وسلمى تكبر ووالدتها لا زالت ترفض كل من يتقدم لها. والعمر يمر وجمالها يذبل يوما بعد يوم وأوختها كبروا وأصبحوا في مقتبل الزواج.
إلى أن تقدم لخطبتها شاب من اقربائها في عمرها ميسور الحال ولكن كان يحبها منذ سنوات ويتمنى خطبتها و الزواج منها . وافقت أم سلمى على هذا الشاب وتزوجت سلمى
وعاشت مع اهل زوجها سعيدة وكانت خيرات والدها تدر عليها
وأنجبت بنات وصبيان وكان والدها فرح بهم وكان يهتم بهم كثيرا لان زوجها يغيب عنهم كثيرا بحكم عمله في مكان بعيد عن بيتهم
وبعد ثمان سنوات من زواجها مرض والدها وتوفي. فكان موت والدها صدمة لها. فلم يبقى لها سوى إخوتها الثلاثة وزوجها سند لها ولأطفالها الصغار. وبعد فترة ذهبت سلمى واولادها مع زوجها بعيداً عن اهلها لمكان قريب من عمل زوجها.
كانت سلمى تشعر بالراحة مع زوجها سعيدة بإولادها ولكنها تبقى تحن وتسأل عن والدتها وإخوتها حيث كانت لم تتخيل أنها تبتعد عنهم ولم تراهم… وبعد سبعة شهور من وفاة والدها أستشهد زوجها على أيادي غادرة...
وعادت سلمى مع أولادها الى ديارها حيث يسكن اهلها مع صدمتها الكبيرة واليأس من الحياة وهي تصرخ وتنادي باسم زوجها وإبيها ولكن ...! لا من مجيب لا عودة بعد الآن.
ولم يبقى لها من معين سوى إخوتها الثلاثة الذين تربوا على يدها وفي حجرها تسهر الليل مع والدتها لترعاهم.
ولكن. . وآ أسفا أخوتها كل واحد منهم قد تزوج واصبح لديه عائلة. وصاروا يتثاقلون منها ومن أولادها ... ونسوا أن كانت لهم أخت أسمها سلمى كانت لهم بمثابة الأم. حتى بعد زوجها كانت تساعدهم وتساندهم ولم تتخلى عنهم... دون أن تطلب هي المساعدة منهم واليوم هم من تخلوا عنها .....
ذهبت سلمى بعيداً عن ديارها تسكن لوحدها مع أولادها دون معين أو حتى سؤال من إخوتها.
∞∞∞∞∞∞∞
بقلمــي :
(( نـور أحمـد ))
العـراق / الأنبار