أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الاثنين، 20 مايو 2019

رمضانيات بقلم : ثروت مكايد



( قطائف ولطائف )
بقلم : ثروت مكايد
(2-؟)
إذا كان من حكمة الصيام أن يمتنع الغني عن الطعام حتى يشعر بألم الجائع ، فلماذا يمتنع عن الجنس ؟ ..
هل ليشعر بألم العنين أو من لا يجد من الباءة ما يساعده على النكاح ؟!..
وهل الامتناع عن الشيء يعني احتقاره ؟ ..
لأني وجدت من يقول بأن في الصوم معنى احتقار الأشياء المادية أو احتقار الغرائز ..
ولو كان ما في هذا القول صدقا لما كان الامتناع لفترة محدودة..أي في شهر واحد من السنة ومدة النهار في هذا الشهر ..
والإسلام لا يمقت الغرائز ولا يحاربها ..
وكيف يفعل هذا وهي مغروزة في الكائن الحي بقدر من الخالق وقد جعل منها أسباب الحياة ، فلولا الطعام والشراب لهلك الجسد ، ولولا الجنس لعدمت الحياة ..
والخلق يكون عن عدم أو عن موجود ..
والجنس وسيلة الخلق عن موجود ..
ومن منهج الإسلام تزكية الغرائز وتطهيرها من الدنس الذي تضيع به الحياة الاجتماعية وتفسد أي حياة فالدنس سوس ينخر في الحياة ..
فلو تدنس النسب - مثلا - لصار الإنسان والبهيمة سواء ..
ولولا الزواج ما كان لإنسان كرامة ، ولتساوى والكلاب في الطرقات ..
إن الزنا جريمة عقلية وروحية وجسدية واجتماعية وثقافية جميعا ..
وحتى لو لم يكن من دين فالزنا رذيلة تأباها النفوس الحرة ومن ثم استنكرتها " بنت عتبة " في قولها :" وهل تزني الحرة ! " ..
والأحرار لا يزنون وإنما يربطهم الرباط المقدس ليتطهر النسب ، وتتطهر العلاقة بين الجنسين وترتقي على البهيمية لكونها وكما ذكرت مرارا علاقة نفسين ..
فالجنس ليس تلاقي جسد بجسد وإنما هو تلاقي روحين وعقلين وجسدين ومن ثم فالإسلام لا يحتقر غريزة بل يزكيها ويرفعها عن دنس الفوضى لرباط السماء القدسي ..
وإلى لقاء نكشف فيه عن تلك اللطيفة من لطائف الصيام وقطائفه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.