/_بَلِغُوا الأنِيقَةَ_(حمزة عد الجليل)_/
وَ بَلِغُـوا الأَنِيقَـةَ
صَابِغَةَ سُـودِ الضَفَائِرِ
أَ لا َ رَأْفَةً بِقَـلْبِ الفَتى
وبِـرُوحِ الشَاعِرِ
أَ مَا عَـلِمَتْ أَنَ قُـلُوبَ
الـشُعَـرَاءِ طَرِيَةُ
يَجْرَحُهَا النَسِيمُ فَـمَا
البَالُ في حُسْنِهَا الثَائِرِ
الذِي تَمَادَى بِسَيْلٍ
يُغْرِقُ الثِغْـرَ وَجِيدَهَا
واحْتضَنَ خٍصْرًا لَعِبَ
بِأبْصَارَ الحَرَائِرِ
حَتَى اسْتَرَقْنَ النَظَرَ
إلَيهِ إِعْجَابَا وخِلْسَةً
فَزَاغَ البَصَرُ مِنِ الوَرِعِ
وذَوِي الضَمَائِرِ
لا البَصَرَ طُقْـنَا مِنْ بَهَاءٍ
فِيهَا أَنْ نَغُضَهٌ
وَلاَ عَنْ كَبِيرِ الـذَنْبِ
وَ لاَ حَتَى الصَغَائِرِ
هُـوَ الـفُؤَادُ يَمِيلُ إِلَى
حَيْثُ يَدْفَـعُهُ الهَوَى
فَالأَمَارَةُ بالسُوءِ لاَ تُعِيرُ
إهْتِمَامَا للخَسَائِرِ
يَا شَبِيهَةَ البَـدْرِ رِفْـقًا
قَـدْ سـَاءتْ أَحْوَالُنـَا
وَ خَانَنَا الصَبْرُ حِينَ
أُصِبْنَا بِعِشْقِكِ الجَائِرِ
إِذْ تَجَرَعْـنَا مِنْ أَقْـداحِ
الـصَبَابَة حَـنْـظَلاً
سَقَى الـرُوحَ سُمًا
و عَبَثَ بِجُرْحٍنَا الغَائِرِ
يَا خَدَ الوُرُودِ جُودِي
عَلَى الجِراحِ بِبَسْمَةٍ
كَمَا البَلْسَمِ يُضَمِدُهَا
قَدْ مَلَلْنَنا مَذَاقَ المَرَائِرٍ