وداعا....يا طبيب الإنسانية
رضوان..... أيها الصاحب والحبيب...
أيها الأخ والطبيب..... أدركت الأن بحضرة غيابك يا سيدي مآزق الكلمات...
أدركت هشاشة الحروف في رسم العبارات... فقل لي يا طبيب الفقراء كيف نكتبك
وانت اكبر من حجم المعاجم والمفردات....
رضوان... نحن يا سيدي حين
نكتب عنك ندرك تماما حجم الخطأ الذي نزتكبه بحقك لأن الكتابة عنك بهذه
الحروف الهشة هي انتقاص من مكانتك...
أيها الطاهر النبيل... كيف استطعت أن تقاسم تلك الوجوه المغمورة بصمت الآهات رغيف خبزهم ... كيف استطعت ان تشاطرهم قطرات عرقهم في الوقت الدي أبت فيه يد إنسانيتك أن تمتد لتشاركهم قوت يومهم أو مصروف جيبهم..
لا أدري يا رضوان... كيف دفعت بتلك القلوب لتحمل نعش جثمانك قبل أن تحمله
أكتافهم وراحة كفوفهم... لا أدري كيف دفعتهم تفاصيل صورتك كي بذرفوا فوق
تابوتك قطرات دمعهم المفعمة بنكهة الأرض.... أتراك كنت جزءا من ترابهم...
رضوان... إن تلك الأسماء التي دونتها في صفحات دفترك وحملتها بين جنبات
نعشك لتؤنس وحدتك ستبقى حروفها يا سيدي شموعا تضىء وحشة قبرك ومشعلا ينير
بغيابك أرجاء عيادتك... تلك العيادة التي أبت جدرانها أن تغادرها ملامح
ابتسامتك......
بقلمي / خالد جويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.