الأديب الشاعر د. سعد الحداد من الأساتذة الذين كان ومازال دأبهم نشر
الثقافة وتوضيحها وتبيانها , فأحيا المخزون من التراث الذي لم يرَ النور ,
وأثرى المكتبة العراقية التاريخية والأدبية بعشرات المؤلفات والدراسات
والتحقيقات المهمة التي لا تعرف عنها الأجيال المعاصرة إلا أسماء مؤلفيها
وربما حفظوا من الشعر البيت أو البيتين من شعراء الأمة . و ديوان
الشاعر الخليعي المتوفى في القرن السابع الهجري أحد هذه المخزنات المركونة
على الرفوف حيث جمع الشيخ محمد بن طاهر السماوي (ت 1370 هـ) ستاً وأربعين
قصيدة , فوقعت بيد المحقق منذ القرن الماضي لكن الاسباب السياسية حالت دون
اخراجها الى النور , وأضاف عليها مستدركاً بقصائد أخرى ,أشار لها في
الديوان . وها هو اليوم بين ثنايا المؤلفات التراثية الشعرية يشع نوراً بقصائد الشاعر وأمانة من خطه وإخلاص من حققه .
توصل المحقق الى تحديد عصر الشاعر واسمه ونسبه الصحيحين , ليغلق باب
الآراء الدخيلة بذلك الصدد. وأيضاً وصفه لنا . وحدد القرن الذي عاش وتوفي
فيه . وهذا نسبه كما قاله الاستاذ المحقق ( أبو الحسن جمال الدين علي
بن عبد العزيز بن أبي محمد بن نعمان إبن بلال (الخِلَعيّ) الخفاجي النسب،
الموصلي، الحلّي، الحائري). وقال د. سعد : أوقف الشاعر الخليعي شعره في مديح ورثاء النبي المصطفى وآل بيته الأطهار (عليهم السلام). فوصف بشاعر أهل البيت. اعتمد المحقق في دراسته وتحقيقه لهذا الديوان على المنهج العلمي الدقيق , ليكون عونا للباحثين عن الشاعر(الخِلَعيّ) الخفاجي . وانفرد بذكر القصة المشهورة عن الشاعر , مشيراً الى المرجع الوحيد الذي ذكرها . وناقش آراء بعض المصادر ثم طرح رأيه بالأدلة .
أما شعر (الخِلَعيّ) فقد صنّف المحقق كل قصيدة الى بحر الشعر الخاص بها
مع التركيز على الجانب الذي انتهجه الشاعر في قصائده مع ضبط النصوص الشعرية
. وشرح وفسّر لنا المفردات اللغوية ,وبيّن الاختلافات الواردة في روايات
الشعر, مع توثيق أغلب الروايات التي أشار إليها الشاعر الى مصادرها برقم
الصفحة والجزء. وعلق في الهوامش بما يناسب روح النصوص الشعرية . وترجم للأعلام الوارد ذكرهم في الديوان مع القيام بترقيم القصائد . وذكر المصادر التي ذكرت بعض القصائد من الديوان, وفهرس قصائده حسب القافية لكل قصيدة . ومن جميل صُنعه أنه أشار قصة البيتين الشهيرين المنسوبين للشاعر الخليعي وهما: إذا شئتَ النَّجاةَ فَزُرْ حُسيناً ..... لِكَي تَلْقَى الإلهَ قَريرَ عَينِ فإنَّ النارَ لَيْسَ تَمَسُّ جِسْماً ..... عَليهِ غُبارُ زوّارِ الحُسينِ وراح يفند رواية القصة بأسلوب علمي بل عمد الى جمع تشاطير وتخاميس لعدد من الشعراء مصنّفة حسب القدم في النظم لهذين البيتين .
إنَّ هذا الانجاز الأدبي الشعري وبالجهود الكبيرة التي بذلها استاذنا د.
سعد الحداد هي أحد الكنوز الحلية بشكل خاص وعراقية وعربية بشكل عام
وإسلامية كعموم . وتضاف الى انتاجاته السابقة التي صدر منها : - ذخائر المآل في مدح المصطفى والآل ، دراسة وتحقيق ، بابل ، 2000م.
- موسوعة أعلام الحلة ، الجزء الأول ، بابل، 2001 م.
- وثائق من ثورة العشرين ، تحقيق ، النجف ، 2002 م .
- أسفار المحبة – ديوان شعر – النجف ، 2002 م .
- محمود حسان مرجان – حياته وأدبه – النجف ، 2002 م .
- العودة الميمونة – شعر ونثر – بابل ، 2006 م .
- الحسين في الشعر الحلي – تراجم وقصائد – النجف ، 2007 م .
- مراقد الحلة الفيحاء – الجزء الأول – النجف ،الطبعة الأولى، 2007 م .
- أخبار وشعر المساور بن هند العبسي وعبد الله بن سبرة الحرشي ، النجف 2008 م. .
- السيد محمد علي النجار – سيرة وشعر – النجف ، 2008 م .
- ظرافة الأحلام في النظام المتلو في المنام ، تحقيق ،إيران ، 2008 م .
- عازف الحرف – شعر ونثر – تحرير ، بابل ، سنة 2008 م .
- أرجوزة في الفرق بين الظاء والضاد ، تحقيق مشترك ، النجف ، سنة 2008م.
- ديوان الحاج عبد محمد صالح – جمع وتقديم ، النجف ، سنة ، 2008 م .
- نشر العلم في شرح لامية العجم – تحقيق مشترك – النجف ، سنة 2009 م .
- ديوان الشهيد الشيخ محمد آل حيدر – جمع وتقديم – إيران ، سنة 2009 م .
- الشعائر الحسينية – الأثر والأهمية – النجف ، سنة 2009 م .
- تراجم شعراء بابل في نصف قرن (1960- 2010) بابل ،ط1, 2011م .
- ديوان الحلة - أنطولوجيا الشعر البابلي المعاصر،النجف،ط1, 2012 م .
- الإمام الرضا (ع) نفحات من سيرة عطرة ـ تحقيق ـ بابل ، 2012م .
- انطولوجيا القصة البابلية , النجف , ط1, 2013م.
- ديوان السيد صالح الحلي , صنعة , بيروت , 2015م.
- تلخيص فهرست المصنفين ، ابو القاسم المحقق الحلّي , تحقيق , قم , 2016م.
- الكلمة الشافية بين علي معاوية, تحقيق ,كربلاء, 2016م.
- قيثارة الماء , ديوان شعر , دمشق ,2017م.
- الغصن الرطيب من شعر السيد الخطيب , تحقيق , بابل, 2017م.
- سلسة ديوان الشعر الحلي ( صدر منها الى الآن 10 دواوين شعرية حلية محققة ).
وأخيرا لا يسعني غير الدعاء الى الاخ الغالي والاستاذ المبجل الاديب الشاعر د. سعد الحداد بالتوفيق