رحيل في جسد القتيل :
كفاك عتاب يا قلبي كفاك ....
وكفاك ذهاب واياب في عالم
امتلء بالفوضى والغياب
مليون جدار بيني وبينها ...
انهارت جميعا ..ومع ذلك لم تأتي
مليون حصار في قلبي يحاصر قلبها
كسرت جميعا ...ومع ذلك لن تأتي
اختصرتني في ابتسامة رقيقة
تخاطب هدوء الليل والنجوم معاني وكلمات ...
رسمتني في حكاية جميلة
لتكمل الفراق والغيوم أماني
الماء في عطش الفاتنات
ذبلت في اضلعي ....
وابتعدت عن قلعتي
وقالت اصعد معي ..
وغاب صوتها في الصدى
لا الموت يعرف أحية هي أم أنا
ولا الغيب يرشد فتية جميلة
في فتى
غابت وحضرت صورتها
في الرؤى
وذابت في لهب الشوق
وانصرفت في الدجى
لن تأتي....
أخذت شكوكي وهواجس
الخوف من دمي
وانصرفت تودع بسمتي
وغربت في شروق أدمعي
ولن تأتي ....
نجت من حر ناري
في الأشعار
ونجت من إنهياري
ومملكة الغبار
وسقطت وسقطت معها الأسوار
أحببتك في الأندلس ...
والحدائق غناء
وعشقتك في ليالي الغرباء
والقمر سفينة السماء
ومدحتك في ملاحم العظماء
وهجوت عطشك ...
ونفرت من حولك لأجلك
واستنفرت قلبي في قلبك
اغزو الصحراء
احببتك في العراق ...
وكنا في الطريق رفاق
وعانقتك في الشام
وولد فيكي على فاهي الكلام
ونبتت على ساعدي الأيام
وسرت فيكي للجزيرة
بين وادي ووادي ...
اجمع من انفاسك قصيدة
واجمع ما تبقى من رماد الظهيرة
وسرنا في الطريق ....
وكانت الخطى طويلة وثقيلة
ولن تأتي...
قتلت الحمام والهديل ..
مازال في قلبي يغني للقمر
أسرت الأيام ...
والسبيل مازال في عيني
يتبع خطى القدر
أيقظت النيام ونور القنديل ...
ينير دمعي في أنغام المطر
ما السبيل إلي فيكي....
ولن تأتي ...
وما المثيل لأحيا وابكيكي
ولن تبكي ....
غادرت فيه وتركتني وحدي
ااكل وحدي واشرب وحدي ..
واحيا وحدي وأبكي وأصلي
وادعوا وحدي ...
غادرت ولن تاتي ...
بأي أرض سوف نلتقي يا رماد العيون
بأي منفى سنعيد للوطن الروح لتورق الغصون
وباي حر سوف نكون..... ولن تكون
ولن تأتي ...
اخذت حاضرها وماضيه ولن تاتي
وغدها وحيد الحياة ووحيد المنون
سافرت بغير سفر ...
وافترقنا في المطر
والسماء الطريق المختصر
والأرض فراش الموتى
وسيدة الفناء والبقاء والشجر
والحب عبرة الأحياء
وسخرية البشر من البشر
ذهبت مع الصور
وذهبت في الصور
ورماد ذكراها ستبقى
يشعلها نور القمر
هاجرت ولا جواز سفر
هاجرت وكل شيئا ...
في غيابها اندثر
هاجرت ولم تترك شيئا ...
يوثق اسمها وشكلها
وروحها في نور القمر
غير الذي بقى من صوتها
في صمتي المستعر
وبقي في روحي ...
حين رحلت روحها
خلف نافذة القدر
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.