على صفحات البحر استفاقت الذكرى
بالأمس رأيت البحر هائجا .وقفت أتحسس الماضي أشم رائحة العطر تفوح بين
أمواجه. طيفها يتمايل على صفحات الموج.هاج قلبي و تحطم غروري و
كبريائي..تذكرت الأمس بكل تفاصيله تذكرتها و تذكرت همسات تعلو صوت الهدير و
هل أنا نسيت لأتذكر ؟؟؟ بين المد و الجزر وجدت نفسي شاردا يطاردني طيفها
في كل ركن و قلبي الجريح على صفيح بارد .النبض يعلو و الذهن شارد..هنا
بالأمس القريب كنت و كانت كان لي في عينيها وطن .هنا كنت أنسى في حضنها و
عناقها و قبلاتها الهموم و الشجن.هنا و هنا
و هنا..اه ثم اه لو كانت صفحات الزمان تعود كل شيء كان و انتهى.لم يعد لي
عقل لأعاود الحنين ,بح صوتي و مزقه الأنين.ذكراها خيالها بسمتها تداعبني كل
وقت حين .شل عقلي ماتت أحاسيسي و مشاعري ,, وجعي أصم لا يسمعه أحد و لساني
أبكم ,يمسح في صمت دموع الشوق ,لا شيء بقي هنا غير هدير الموج و هدير
الماضي يملأ المكان, هل من جليس سواها ؟؟ هل من وطن غيرها ؟؟؟ من ل من أنيس
يعوضها
لا البحر يحمل أحزاني و لا رمال الشط احتفظت باثارها ..لا شيء
غير الريح ,,لا مكان يروق لي لأستريح ,لا صخر احتفظ بالعناق غاب رنين
أقدامها و أقدامي غابت و بقي البحر شاهدا..يرسم طيفها خلف الأمواج أراه يمد
ذراعه من بعيد, ليضم التائه الشريد. أراه كشمعة باهتة وسط الظلام . لهيبها
يمزق بداخلي حبل الوريد . لا شيء غير بقايا النبض و الأحلام . و
الأمس.البعيد .هنا غاب كل شيء بين الأمواج كان لي وطن
أيها البحر خذ
ماتبقى من ذكراك , خذ حلمي على كف الموج . ريحني من ذكرى الأمس و هواجس
الأمس و جراح الأمس..فلم تعد لي قوة لطعم الاشتياق . خذ ما تبقى من أشواقي
,امحيها أغرقها فقد تعبت و تعب المشوار
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.