الجــــولان \ بدوية / بقلم عادل شمالي
---------------------------------
بدويةٌ أنتِ
لا حضريةٌ
تعشقين الأبل والجِمال
ترعين في الصحاري
تسرحين في الأحلام
تسكنين الخيام
وبيت الشعر دافئ
تحطين الرحال
في اللب
تهبط مظلتكِ
على مدرج صدري
تهجعين في الخيال
حسناءٌ .. سمراءُ
ساحرةٌ في العشقِ
لم تنجب الأرحام سواكِ
في كل العصور
بهذا الحسن والعقل
خُلقتي لي
في هذا الشكل واللون
يا فتاة أحلامي
يا سراج ظلامي
في وحدتي الشيطانية
أغوص في بحر الهوى
أَبْحَثُ عَنكِ حُوريَّةٌ
مُسكّنة أوجاعي المزمنة
على شاطئ الانتظار
ومرهم جروحي العميقة
في أيام الجزر
وبلسمها في أيام المد
أنا ذاهب أفتش عنك
تحت جناحي الظلام
امتطي قناديل الإلهام
أشعل الفضاء نيازكاً
لا أخشى خفافيش الليل
ولا بوم القفار
لا يهمني عشقك للبراري
أو تعلقكِ بحبال الشمس
أو سكرك بعبق النسيم
أو أن تسرحي في البوادي
فانا أعلم إن الفيافي جميلةٌ
وحسنها ربانيٌ
فلرمالها همس حنينٍ
ووشوشة المعجبين
ولجبالها خشوع المحجبين
لبست عباءتها الصفراء
فليلها مليءٌ بإنس العاشقين
ونهارها حياة المغرمين
حتى لأطلالها ذكرياتٍ
في وجداني
يثرن بيّ الأنين
يُرّحلنّ هيامي
يبحث في دفاتر الذكريات
عن أثرٍ مقدسٍ
يشتم رائحةَ عزيزٍ
هجر الديارَ
وترك الروح تختبئ
في الموقد الأسير
بين أحضان الأحجار
مع سًجّانٍ ظالمٌ ...
رهيب
تنتظر الحبيب
تبكِ الفراق الأليم
أحسست أن دمعها
بركان يثور
يحرقني في خلجاني
في أوردتي ...
بداخلي ... في الصميم
اقتربت منها
أُداعب روحها
أُغازلها .. أُعانقها
ألفها بعباءتي الدافئة
أنشلها من سجن العادات
أحررها من قيود الوهم
تحيا روحها من جديد
تكسر الأغلال
تضع العادات
في سجن من حديد
أو تجمعها في مزبلة القمامة
تحرقها
تُميتها للأبد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.