لا تحبذ فيها عيشا سويته من مألوف
ولا تستكن فيها لدفيء حرير أو صوف
اجعل فيها من كينونتك رزمة معروف.
اغتنم فيها فرصة أتتك قبل الفناء
وليكن لك فيها لصلاح الآخرين إيفاء
كن فيها دوما للناس أنت الدواء
أبدا لا تضمر لأحد منهم ولو قطمير داء
لا تخف إن تربص بك الحساد أو هددك الأعداء
ما أنت محذره، هم مخرجوه ولو فعلته في خفاء
أدرس فيها كيف تتأقلم مع ترنح تموجاتها
تعلم كيف تكون أنت الفؤاد الواجف لذبذباتها
تعلم من صغير مخلوقاتها
كيف تآلفوا مع تصرفاتها
من الحرباء تعلم كيف تتخلص من أشرارها
انظر لها في حرج، كيف تسلم ملتجئة لألوانها
تعلم من القنفد عند خوفه، كيف تحت أشواكه ارتمى
انظر اليه كيف من عضات أفاعيها قد احتمى
وانظر لخطى غزال وسرعة جريه
كيف يتخطى أعالي الحواجز في قفزه
ليسلم من قبضة أسد، قد هم بفتكه
هل سمعته مرة اشتكى من بخته
أو سئم العيش بعد نجاته من خصمه
انفر خفيفا أو ثقيلا و لا تتوقف
لا يسرك عيش رغد فترضخ لراحته و تألف
تحرك فالعيش الرغد قد يفنى ويتلف
وكل مألوف يبلى ويعاف ويتحرف
عش مع الآتي و بذكائك معه تكيف
فأنت أذكى من حربة بألوانها تحتمي
واذكى من قنفد، إن خاف، تحت شوكه يرتمي
فردة فعل ذهنك إن أنت فعلا حفزته
تكون لردع الطوارئ أسرع ردة إن أنت لها أوثقته
أسرع من سرعة غزال جرى أسد خلفه
فربما نجى أو حينها ألقى حتفه.
احمد علي صدقي/ المغرب
