..تـــــأشيــرة أوجــــاع..
----------------------------
ثرثرة الريح , مرشات الالم
رغاء البرد , دبيب السكون
أزهار صفر مغمسة بمنديل دّم
هاجري الى قطارة أحزاني
تأملي أعاصير الخراب
تقطع ثوب عرسنا المفدوح
ترعرع رائحة البنفسج
تلدغ براعم الشوق الاصم
أرملة اصص الورد
شبّ غدق النايات
خيول الامس الذبيح
تطرق فنارات العدم
اهداب الفلاحين الجياع
مقشات الحداد زغاريدها
بحارة قفر اليدين عادوا
حراب البحر حقائبهم
لملموا من زنود الرجاء
نتوءات الشتات وفصول العدم
مايولد خيط الزّعاف
الا في قلب طفل العنب
ومايموت عجوز القمح الشحيح
الا بنصل نسّاج الحمم
لن نعبر حقل الالغام
بساق مكسور وهيكل أنسان
صرخة القرى النازحات
ترش على جرح زيتونة قميص
طفلة خرساء براري شبابها السقم
عظام الشمس تشاطر الصنوبر
شتاءه المستكين وذبذبات رغيف
زهرة تشرين تتأوه مثقوبة الغناء
بحات حارس المدرسة العتيقة
المآذن الضرير تجرح خيزرانه
تعاقبه النزيف وخافقات الورم
نزرع سماؤنا الصفراء في الغبش
مولاي أننا لننسى شجر الميلاد
ثعابين من الحسرات جاثيية
على ملال النخيل منذ القدم
يستعطف اليباب ينبوع مشدود
المنى في أقاصي نوروز
واسوار بابل كانها لاترتخي للفرح
لم تشرب حمائمها غرغرة الفرات
سوى طشار من أنبيق السأم
كانني رايتها شاخصة تترك جوعها
يغري سواد الليل
يحدق الصنم في ظلة ويستدار
الفراغ قصياً في مآقيها
أترابها في شعاب سنجار
دموع رباباتهم باحات القمم ..
ماترك العراق أحزانه الا للصخور
تطعم الاعوام مساقط الوجع
مرارة الدفاتر السوداء
من رنين سوطها الجبار
راخية تلويحة الندم ..
لاحت بحربتها تحفر الفجر
قطعان الاوباش قحّط الورد
زعفرانها الباكي تقضمه الغنم
أرعي دموعي التي ذرفتها
على دربك ياحبيية الاربعين
اتريني ارثي خدك المقطوف
من غصن التفاح
مستوحش في سحنة الليل
أغسل شبحي بقطرات الحمم
لينطفأ قمر طرابلس
تشيعة سبع أيائل
علموها شتلة الاحزان بعدي
على أطلال تشرين نثرت
تناهيدها الخضر
أبلل خدها بسواقي النغم
أن شيطاني كان يعشقها
ان البارود في بغداد يذبحها
أن قريش كلها ترميها بالحجار
وتاكل جراؤها عيونها الخضر
ثم أحتجب خلف كف الرمل
تشدني للردى حبال الورم ..
حيدر الزيدي
النجف الاشرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.