لا شيء ينصفني
لا شيء ينصفني
لا قهوة الصباح
ولا قطعة الشوكلاته المحلاة
ولا بيتي العتيق الذي يقع خلف ذلك الجدار
فلا شيء ينصفني
لا شهادة في وطن قد غيرت حروف اسمي
فلا شيء ينصفني
لا ألحان الكيتار القديمة ولا عازف الكمان المحترف
لا ألحان العصافير المغردة فوق أغصان بيتي العتيق
فلا شيء ينصفني
تقول سيدة عمياء لا شيء ينصفني
أعيش بوطن ليس بوطني
حاربوني بسلاح لا أملكه فقد فقدته أيام الحرب
يقول بروفيسور جامعي
وأنا أيضا لا شيء ينصفني
أحاور عقولا تائهة وعيون ملئها الخوف من كل جانب
ويقول مسافر الى المحطة القديمة
وأنا لا شيء ينصفني
أعيش بدولة لم تمنحني جواز سفري لأذهب للجهة الأخرى فأبحث عن بقايا هويتي
أما أنا فأقول لا شيء ينصفني
أدلل مسائي بأجمل الأمنيات وألحان كماني الراقصة
و أعلم أني في الحزن كنت الفائزة
فأنا لم أجد شيء ينصفني
فأخترت الانتظار في بيت عتيق
وأحضرت لنفسي بعض من ورد الأوركيد لعله يعيد لي ذاكرتي وذلك البيت المفقود
وقررت الجلوس بثوبي الأزرق البسيط وتصفح الكتب العتيقة
وجعلت السهر رفيق الليالي الطويلة لأتجنب ذلك الشخص الغريب
يأتيني كل ليلة كأنه عنترة وللعشق سيف يأبى الرفص بكل تأكيد
ولكن الرفض كان الرد الذي أخافه حتى انقطع الوريد
فهو لم يعلم بعد أن لا شيء ينصفني
لا وطن قبل أن يأويني
ولا صحيفة قبلت أن تسجل فهرس أمنياتي في أبرز عناوينها
ولا اسمي في هوية قد حذفت منها جنسيتي
وما زالو يسألوني عن سبب رفضي لذلك السر العظيم
وما زلت أردد أن حبه هي الكذبة الصادقة
وخسارتها أمر ملزم دون أي سؤال
ولكن لقدومها شيء يؤسفتي ويؤلمني
بقلمي
مرح مراد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.