أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الخميس، 11 أكتوبر 2018

زيارة مأمولة بقلم إيمان_مرشد_حماد


زيارة مأمولة.
هل سأندم يوما على كل الجمال السرمدي المتألق في
زوايا الكون لأني لم استمتع به يوما رغما عني؟هل سألوم نفسي على كل ما فاتني ؟ لماذا لم احظى بالسير على ضفاف نهر لا تعرف مياهه إلا الصفاء حيث يقبع البجع الأبيض ببياض الأرواح البريئة ؛ أو بالسير على شوارع إحدى العواصم الأوروبية العريقة حيث لا أحد يلتفت إلى أحد، أنت فقط ترى رسامين وقد استغرقوا بنقش الألوان على لوحات صنعت من جلود قلوبهم المفعمة بالفن ؛ أو بمشاهدة العازفين في شوارع مدينة النور وهم يعزفون وأعينهم مغمضة وهم يحتضنون آلاتهم کأنها كل ما يقبع في زوايا أرواحهم من جمال. أريد ان أعزف معهم بقيثارة رومانية قديمة. أحن فعلا الى زيارة اللوفر حيث احتوت الجدران كل ما انتجت حضارة البشر من جمال باذخ. أحن إلى أماكن لا أعرف فيها أحدا ولا اكترث فيها لشيء . ربما أريد أن أزور بيت شكسبير حيث كان يخط مصير دزدمونة أو يكتب فيها أبيات الساحرات في ماكبث لعلي ألقي تعاويذها على عالم الشر الذي يحيط بوداعة الأمكنة. ربما أمنع قتل القيصر أو أوبخ بنات الملك لير. بل لربما ركبت قاربا لشواطىء غزاها الأنجلو ساكسون أو سار بها الملك آرثر ليحارب الغزاة. ولا بأس بعد ذلك بالابحار إلى اليونان وتحديدا الجبل الذي يقبع فيه زيوس فربما أحطم أوثانه او اطلق سراح بروميثيوس السجين لأنه ساعد البشر فلربما حينها همس لي بأنه نادم لأن البشر قد خذلوه. وبعدها أذهب لأستريح في كوخ ريفي عند عجوز يونانية تعد كعكة لذيذة كما فعل الملك الفرد العظيم عندما ضل طريقه في الغابة. سئمت الرتابة والملل وطغيان العادة وظلم البشر الجلفاء حيث لا يحركهم ناي ولا يرق قلبهم لبكاء الأمكنة الثكلى. أريد أن أذهب بعيدا عن العالم الآلي والوجوه المزيفة الكالحة والأقنعة الباهتة. أنا فعلا أشعر بالغثيان كجون سارتر وباليأس الديستويفسكي. أنا فعلا افتقدني وأنا أتقيا البشر القساة العتاة النفعين من حولي. أنا أريد الذهاب في رحلة لأجدني. هل سأحظى بها قبل تلك الزيارة الموعودة التي لا مناص منها؟
فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.