أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الجمعة، 1 يناير 2021

المكيال بقلم الأديبة عطر محمد لطفي

 المكيال

ليس صعب أن تبدأ من جديد، فسقوطك ليس نهاية العالم، حاول أن تقف هذه المرة مستقيما ولا تحاول أن تلعب دور الضحية فأنت الملام على ما فعلت.
لنبدأ الحكاية من أولها وستعرف أنك أخطأت الطريق فقط وانتهجت سبيل الربح السريع بدون بذل جهد.
إن التجارة يا أخي ربح وخسارة، فلا تنتظر الربح في كل خطوة تخطيها، وتمني نفسك بالوصول إلى مصاف التجار الذين وصلوا للقمة وذلك باحتكارهم للسلع والمغالاة فيها وقت الأزمات وهذا ما حرمه الله لكن لا حياة لمن تنادي .
أول ما ستفعله هو أن تغير ذاك الميزان لتكسب رزقك بالحلال فهذه أهم خطوة، اوتظن أنك تستطيع ان تخدع به الناس لتزيد من ربحك حتى ولو نجحت في ذلك ورب الناس اتناسيته ام غاب عن ذهنك، إنه يراك وإن لم تكن تراه، فحسبك .
احتكارك وميزانك اوصلوك للقمة في وقت قصير ثم رماكا ببساطة إلى القاع كالمخمور الذي لم يصحى من دوار البحر فتلاقفه الموج بكل قوة إلى الاعماق بحركة غير متوقعة وغير محسوبة.
تذكر أنه لا يصح إلا الصحيح، هذه المقولة تعني الكثير لأصحاب العقول الثاقبة التي ترى ما بين السطور وتلمس معانيها ودلالتها .
تمعن في حياتك ماذا أضفت لها سوى الخسران، أسلوب ربحك خطأ كبير وهو وهم وخيال، فلا تجارة سوى تجارة الله.
تنقص في المكيال لكي يزيد ربحك وتسرق حقوق الناس بكل بساطة الا تدري أن الكثير منهم محتاج إلى تلك النقود التي أخذتها دون وجه حق ، أنت فرح بما جنيت صحيح؟!!!.
أولم تعلم أن الله أولى بالوعيد لكل مطففي الميزان، لقد أخذت أموالهم سرقة وبهتانا واكلت بالباطل وتنعمت في الحرام فنلت عقاب ما فعلت.
حزين لأن تجارتك بارت رغم أنك تحتال على الناس وتظن أنك ملك التجارة ولا أحد يصل إلى ذكائك الوقاد ، احمد الله أنها كذلك لكي تستفيق من غفلتك وتعرف أن الله حق، فقد أمهلك كي تتوب عما كنت فيه وترجع لجادة الصواب قبل فوات الأوان.
ماذا قررت؟ أم ستعود لسابق عهدك وترمي ضميرك وراء ظهرك وترجع إلى المتاجرة لتزيد ثروتك مثل هؤلاء التجار الذين يقومون بالاحتكارات من اجل تنمية ثرواتهم بل تمادوا لامور يعلم بها الله فقط سبحانه وتعالى.
اذكرك بهذا الحديث علك تصحو من غيبوبتك وتستفيق لترجع الحق لأصحابه ويرتاح ضميرك ويرضى الله عنك.
عن ابن عباس قال: "ما ظهَر الغُلول في قوم إلا ألقى اللهُ في قلوبهم الرعبَ، ولا فشا الزنا في قوم إلا كثُر فيهم الموت، ولا نقَص قومٌ المكيال والميزان إلا قُطِع عنهم الرزق، ولا حُكِم بغير حق إلا فشا فيهم الدمُ، ولا ختر قومٌ بالعهد إلا سُلِّط عليهم العدو"؛ أخرجه في الموطأ.
انفض الغبار عن عيناك وركز في هذا الحديث جيدا فهذه الكلمات تكفيك لما بقي من عمرك لو كنت تعرف امانك وراحتك وتوكل على الله ليبارك رزقك ويوفقك إلى كل خير .
بقلم الأديبة
عطر محمد لطفي
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.