أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الثلاثاء، 26 يناير 2021

قصة قصيرة بعنوان عم صالح الصراف بقلم سيد عبد المعطي

 قصه قصيره بعنوان عم صالح الصراف

بقلم سيد عبد المعطي
.....إستيقظ عم صالح من نومه مبكرا والمؤذن ينادي الصلاة خيرٌ من النوم، وسرعان قام وتوضأ وتوجه الي المسجد القريب وصلي الفجر في جماعه وصلي ركعتي الشروق ثم رجع الي بيته الريفي المتواضع .
..... وبعد أن فرغ من أذكار الصباح وقرأ الورد القرآني جهزت له الحجه تقيه الإِفطار وجلس هو وأولاده عائشه في السنه النهائيه من الثانويه العامه وإبنه الأوسط إبراهيم الصف الثاني الثانوي وإبنه الصغير محمود الصف الثالث الاِعدادي، وقبل أن يذهب الي عمله بالمستشفي بالقريه وإذ بتليفون المنزل يرن فيسرع ويلتقط السماعه ويقول السلام عليكم ورحمة الله فيرد عليه رجل يبدُ عليه الوقار من صوته الهادئ مبروك يا عم صالح أنا وزير التربيه والتعليم أبنتك عائشه الأولي في الثانويه العامه، فدقت الفرحة بالبيت وسرعان ما حضر الجيران وشاركوا الأسره الفرحه فقالت عائشه لأبيها لقد وعدتني يا أبي أن تدخلني كلية الطب بالقاهره فاِبتسم لها أبيها قائلا موافق أيتها الطبيبه ،وسرعان ما ذهب الي المستشفي وقدم طلب بنقله من ضواحي الصعيد الي مدينة القاهره وبعد أن أخذ الموافقه سلم عليه زملائه والدموع تنهمر من أعينهم مع السلامه يا عم صالح مع السلامه يا أحسن صراف في الدنيا قأسرع الدكتور مدير المستشفي وقدم له شهادة تقدير ووسام كأحسن موظف منضبط لعشرون سنه مضت .
..... وأخذ عم صالح أولاده وذهب الي القاهره ليتسلم عملة الجديد ولكي يحقق حلم إبنته حتي تصبطح طبيبه وعندما ذهب الي المستشفي وجد عدة مفاجئات تشيب لها رؤوس شباب العشرون عاما فماذا وجد ؟
..... هذه المهزله تبدأ بالدكتور الكبير مدير المستشفي فهو يستقبل مرضاه بمكتبه قبل أن يتم إجرء العمليات لهم ويطلب منهم عمل الآشعه والتحاليل اللازمه لإجراء العمليه ثم يقول لهم تعاطلوا بعد شهرين لتحديد موعد العمليه وبعض أن يفقد هؤلاء الفقراء أعصابهم ويتملكهم اليئس وعند خروجهم من مكتب المدير تكون في أنتظارهم ممرضه ليس لها مثيل ففي إحترافية عاليه تنادي علي هؤلاء الفقراء وتقنعهم بأ ن يذهبوا الي عيادة المدير الخاصه في المساء وبعد أن يتم الكشف عليكم سوف يقوم بتقديم ميعاد العمليه بعد يومين علي الأكثر .
..... فيذهب هؤلاء الفقراء الي العياده في المساء وتكون المفاجأه كانت في اِستقبالهم جالسه علي مكتب صغير نفس الممرضه فتقابلهم بترحاب وتطلب منهم ثمن الكشف فكانت الضربة القاضيه لهؤلاء المساكين ثمن الكشف مائتي جنيه، فيضطر هؤلاء دفع ثمن الكشف من لحمهم الحي فماذا يفعلون؟:- لا يوجد حلٌ آخر مع هذا الدكتور الذي باع ضميره .
..... ليس هذا فقط من ناحيةٍ أخري بنفس المستشفي يوجد مساعد لمدير الدكتور ذكي اِسم علي مسمي فهو يستعمل ذكاءه في جمع المال ولا يفرق اِذا جمعه في الحلال أو الحرام، فكل أمله منذُ تخرجه هو شراء الشقه والعياده والسياره الفارهه والدكتور ذكي مشهور بعمل عمليات الاِجهاض وعمليات اِعادة غشاء البكاره للعاهرات حتي لا يتم كشف أمرهم عند الزواج .
..... ومشهد آخر بنفس المستشفي يوجد الدكتور نيازي المشهور باِسم نيازي الإنتهازي هذا الدكتور هو المسئول عن أِستخراج تصاريح دفن الموتي حتي الأموات الذين فارقوا الحياه لم يسلموا من بؤرة الفساد بالعربي موت وخراب ديار، فلن يتم إستخراج التصريح للدفن أِلا أِذا دفع أهل المتوفي خمسمائة جنيه وأِلا يتم تعطيل التصريح أسبوع أو عشرة أيام لتشريح الجثه ومعرفة سبب الوفاه رغم أن المريض قد مات بالمستشفي ومعروف للجميع سبب الوفاه .
..... ومشهد آخر بنفس المستشفي الدكتور خيري الذي أشتهر بسبحة الصلاه التي لا تفارق يدهُ فهو ينفق المال الكثير علي الحالات الغير قادره وسرعان ما يساومهم علي بيع كليتهم وأِقناعهم إن الإنسان يستطيع أن يعيش بكليةٍ واحده ويدفع لهم خمسة الآف جنيه ثم يبيعها للأغنياء بمائة الف جنيه .
..... ولم يسلم الممرضات وعاملات النظافه من بؤرة الفساد فعندما تدخل المرأه الي المستشقي لتوضع مولودها يجعلون أَمّها وزوجها خارج المستشقي وهم في قلق وحيره ولا يتم الإِطمئنان علي الزوجه إِلا أِذا دفع أهل الزوجه الحلاوه وطبعا لا تقل عن المائتي جنيه .
..... رأي عم صالح الرجل الطيب النزيه كل هذا الفساد بالمستشفي، علي الفور تذكر أِبنته عائشه التي سوف تلتحق بكلية الطب فذهب مسرعا الي بيته وقال في صرخة مدوِّيه والدموع تنهمر من عينيه هيا نرجع الي قريتنا لا أُريدك أن تكوني طبيبه لا أُريدك أن تكوني فاسده فقالت البنت ماذا أصابك يا ابتي؟:- فحكي لها أبيها كل ما رآه فقالت البنت لأبيها يا أبتي أِن الخير والشر موجودان الي قيام الساعه وأنت يا ابتي قد زرعت فينا عدم الهروب من المشكله فلماذا أنت تهرب منها يا ابتي ؟:-الا تعلم إننا في عصر جديد فقد مرت مصر بثورتين عظيمتين الخامس والعشرون من يناير والثلاثون من يونيو والآن يحكمنا رئيس لا يفرق بين الوزير والغفير ففكر عم صالح في كلام إِبنته وتذكر أن الساكت عن الحق شيطانا أخرس قتوجّهَ مسرعا الي النائب العام الذي تقبله بترحاب وبصدر رحم وجلس معه أكثر من ثلاثة ساعات وبعد أن تأكد من صحة كلامه أمر بالقبض علي كل من بالمستشفي وفتح التحقيق معهم وإِحالتهم الي المحاكمه العادله، وأصبحت القضيه تمس الرأي العام وتم نشر صورة عم صالح في الجريده الرسميه تحت اسم (رجل يحارب الفساد ) وأخذ وساما من رئيس الجمهوريه .
..... والحمد لله مرت الأيام والسنين وأصبحت عائشه طبيبه وأصبحت جراحه كبيره، وأصبح أِبراهيم مهندسا كبيرا ،وأصبح محمود وكيلا للنائب العام وأبتسم لهم الحظ من جديد .
.... أما هؤلاء فقد حملوا العار لهم ولأبناءهم وهم الآن خلف الأسوار داخل سجن طره فيا أيها الناس عليكم بمحاربة الفساد كل في موقعه ولا تخافوا فالحق صوته مرتفع .
..... وشكرا مع تحياتي سيد عبد المعطي
سماح الحنفي
تعليق واحد
أعجبني
تعليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.