أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الخميس، 26 نوفمبر 2020

نَشْوة بقلم سليم محمد غضبان

 نَشْوة

قَبْلَ هجرتي إلى الدانمارك بأيام، أحسستُ أن لي جناحان وباستطاعتي الطيرانَ إلى حيثُ أُريدُ. أطيرُ ذاتَ يومٍ فوقَ مدينةٍ مُزدحمة. الناسُ تملأُ الشوارعَ و كأنّها في مُظاهراتٍ ضَخمة. أحُطُّ على سطحِ ناطحةِ سحابٍ لأُراقِبَ المشهد. أُحسُّ أن بصري حادٌّ جدًا. فجأةً أُشاهدُ امرأةً عجوزًا، مُتخلفةً عن الركبِ، و كأنّها تُعاني و تطلب المُساعدة. لا أحدَ يستَجيبُ. أنطلقُ من فوري وأهبطُ عندها. أقومُ باللازمِ. تفرحُ و تشكرني و تدعو لي. أُحلّقُ ثانيةً في الجوِّ حتّى أصحو.

حتّى الآنَ، يبدو ذلكَ حُلُمًا عاديًّا.

لكن أن يتكرر الطيران معي آلافَ الليالي أثناءَ وجودي مدة ثلاثينَ سنةٍ في الدانمارك ولا يكُفُّ أبدًا، فذلكَ ما يدعوني للإستغرابِ. ثُمَّ لماذا اختفى مشهدُ العجوزِ من الحُلمُ عندما تُوفيت والدتي. و لماذا أستمرُّ بالطيرانِ حتّى الآنَ شاعرًا بنشوةٍ غريبة. هلّ ذلكَ له علاقةٌ بمرضِ القلبِ الذي أُعاني منهُ منذُ فترةٍ طويلةٍ؟!.
سليم محمد غضبان
١٢-٧-٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.