الطريق
بقلم ..مرقص اقلاديوس
.............
هل الحياة غرورة عنيدة؟
هكذا راحت نفس
تسأل صاحبها.
نفس من نفوس كثيرة حزينة
كانت تصرخ به
و ظن هو أنه يداعبها.
لم يكن يسمعها
لأنه كان مشغولا بطريقه.
كانت مشاغله كثيرة
فكيف به يتسمع إلى حزنه.
و كان هناك
على شباك إحدى البنايات
عصفور إعتاد أن يغنى
لكنه لم يلتفت أبدا الى غنائه.
و إعتاد قط
أن يتتبع حقيبة يده
و لا أظنه أحس بوجوده.
كان ينطلق فى نشاط محموم
يحاول الوصول إلى مقر عمله.
و فى المساء
كان يقطع نفس الطريق
عائدا الى بيته.
و تروح زوجته تحكى
ما فعلت مع نفسها
و مع جيرانها و مع أولاده.
لكنه لم يكن قط يسمعها
فقد كان مشغولا بتناول طعامه.
و كان عقله و هو يأكل
يعيد ترتيب الأحداث
و فيما عليه أن يفعل
فى مقتبل أيامه.
و ينام
و العجيب أنه و هو نائم ايضا
كان يحلم بطريقه.
و جاء يوم إفتقده طريقه
و راح جار يسأل جاره
أين ذهب صديقنا.
قال له يا صاحب
مضى كما مضى أهله
مضى فى طريقه.
قال الجار
تراه مضى لجنة أم نار...
مصمص الرجل شفتيه
و قال
أظن أن طريقه أدرى به.
ملاح بحور الحكمة
مرقص اقلاديوس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.