( ثنااااااااائي القُطُب )
تحلّٓى بالهدوء فقط عند قراءتك للعنوان، فغالبا ما تهون الصعاب عند تٓجرُّع فحواها، وحياتنا زاخرة بما يُرهق الأكهال ولا ينفعها الا ( الصبر والإحتساب ) فهما أفضل ما يُهوِّنُ علينا لسعات الثنائي والثلاثي والرباعي وأيّٓا كان من الأعداء أو حتى مِنٓ الأحباب !.
الكاتب الأردني /
حسام القاضي .
كثير من هذه المفردات التي تثاقلتها نفسي خلال فصل دراسي كامل ( الهوس، الإكتئاب، الهلوسة، الإضطراب، الهذيان .. )، هل ما زااال التركيز لديك حاضرا لنستمر ..
( لااااااا تُهٓلْوِسْ )
كثيرا ما نصب الزيت عالزيت، والزيت بطبعوا بزحلق، وغالبا ما يغيب الوعي مع الإرهاصات، وتختل موازيين النِّسٓبِ مع تراكيب المعادلات، وهنا تُصبح الإختلالات قاتلات، ويصبح الضبط هو الربط الغائب ( وما أكثر الربط الغائب ) وما أكثر التّٓباب .
ماذا قٓدّٓم أهل الإختصاص للمعطوبين ( القليل )، ماذا فعلت النظريات للمساكين ( القليل )، بماذا تٓلحّٓفٓ المٓهْوُسين بالأدوية أم بالعقاقير أم بإبر التّٓسكين ؟.
أهلا بك في ساح الهٓلوٓسٓةِ التي باتت شعارا أحداثه صارخة جهارا نهارا، وإن أردتٓ أن تحارب الإكتئاب فبالابتسامة تقصيه كشرٍ لا يُستطاب ، ولماذا الإضطراب وقلة الإتزان تزيد من خٓطرِه فيبصبح كنارٍ لا تنطفئ بل تستعر وتزداد !.
لطالما نصحوك وهُم بالهٓوٓسِ غارقون، كالنجار يُصلح الأبواب وبيته بِلا أبوابٍ أهمٓلٓها وأهله مكشوفون، بالهدوء تسلّٓح وكن واثقا بأنهم أشدّٓ منك وطئا لكنهم لآلاَمهم مُخفون !.
لم أندمج يوما مع إختصاصي بالإكتئاب ( شعرتُ بعدم ارتياحٍ دون أن أعلم بالأسباب )، كان الإكتئاب وحده مصدرا لأعنف اضطراب، يُسهبون بالشرح وكأن قلوبنا حديداً لا فتق بها ولا من الوصف ترتاب، هوِْنوا علينا فبسمةً لمحتاجٍ لها تزلزل أحشائه فيبرأ وكأنها البلسم الذي بسهمه قد أصاب .
سبحان ربي الذي ملّٓك الإنسان أسباب الإرتياح، لم يُرعبني أبدا مُسمى المادة التي درستُها في هذا المساق ( #الإضطرابات النفسية ) تخيّٓل هذا العنوان، حيث أني كنت متفائلا بمن سٓيُدرِّسُها فٓهو ( إبنُ أسعد ) الذي يُزجيك سِحرا في الطّٓرحِ جعلني أْهلوِسُ طربا على وقع محاضراته كأنها الترياق، تنهيدته مخملية وكأنه يسحبُ الأذى من الوصفِ فتتجرعه كأنه العسل لذيذ المذاق، صِدقاً إنّٓ من البيان سحراً فكيفٓ بهِ إذا كانٓ مع الحاذق كالسحرِ يُصبحُ شهيا هنيئا لٓمّٓا يُستذاق .
أقترحُ للمٓهْوسِينٓ زقزقة العصافير، وللمكتئبين بعضاً منْ تفاؤُلٍ بكومةِ دنانير، وللمضطربين حسنواتٍ من آيات الذّكرِ فيهنّٓ الوِقاية من شٓرٍّ مُستطير، ولِي ولكٓ إستعاذةً من موبقاتٍ وقانا الله أذاها في كُلِّ وقتّ يستجير .
أتساءل : هل المُبتلى بالهوس بشر، وهل طوابير المضطربين قلوبهم كالحجر، كلما حلفنا أنها ستهون اشتدت، وكلما حلمنا ببزوغ الفجر استطال الليل وأرعبتنا سكناته واحتدت ؟.
هل لسطوة الأحداث يد في الهوس ، أم لجور البشر عنوانٌ فيما يحدث وما حدث، تتحالف الغيوم لتجعلك تضطرب، ويتجاهلون الأسباب ويتعثرون بالذرائع ( وأظنك يوم ولادتك لم تكن أبدا مضطرب ) !.
لٓكم كان الطبيب مصدرا للداء .. ولٓكٓم كان الحبيبُ خنجرا أسال الدموع من العينين فباتت خواء .. ساسةّ وممثلينٓ ومحللينٓ وأقرباءٓ وجيرانٓ كُلٌ يٓدّٓعي الصّٓفاء .. فلقد وُلِدٓ سٓويا لكنها العملياتُ التي قد يٓنتُجُ عنها أخطاء !!.
ما أصعب فساد العقول، وشرح مضار الحبوب والخمور قد يٓطول، وجلوسك أمام الأحداث سيزيدك أسىً ولن يكون كالبندول، ولا حتى عبارات التحفييز ستجعلُ منكٓ بطلاً فالجيوبُ مهترئةً والأصواتُ مجلجلةً والجنونُ يصولُ ويجووووولْ .
- لُطفك ياااااااااا الله -
البريفيسور أحمد أبو أسعد
( بارك الله بك )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.