(.) رسالتي آدم واحد - فالجنس البشري واحد (.)
)( ميزان الحُجّة والبرهان حَيَّ على إنسانية الإنسان )(
)()( قد فُطِرتُ إنسانيا مِن لَدُن القِرطاس والقلم
فقَيَّمتُ نفسي أنْ أُقوِّمَ الإنسانية في الأمم )()(
-------
كلمة من ضوء قلمي
فيصل كامل الحائك علي
-------
- سأطيل هذا المقال عليكم الأخوات والأخوة وعذري أنكم الإنسانيون أهل الصبر الجميل جميلات وجملاء .
- بادئ البدء أقول :
لقد أخطأ وادعى باطلا ، عن جهل أو تجهيل ، مَن قال أو يقول بصراع الحضارات والأديان ، وتعدد (((أجناس))) البشر .
- فالحضارات وإن اختلفت بما يميز (كهوية ، ليس كنوع) بعضها عن بعض ، فمن حيث الموضوعية والجوهر هي بفروعها حضارة إنسانية واحدة .
- وكذا الأديان هي دين واحد لله الأحد ، والبشرية من آدم واحد ، فلا يلحد في الأخوة الآدمية سوى الغاوين ، ولا يتنكر للإنسانية سوى خفافيش الظلمات ، حين تجدهم أمام ضياء سراج المحبة والسلام وقد شخصت منهم الأبصار !.
- والأمر واسع جدا يغنيه توضيحا ذووا الإختصاص والنزاهة والإهتمام.
- وإليكموها في محبتكم واستماحتكم العذر ، إن وجدتموها إطالة عليكم .
وعذري أيها الإنسانيون أنكم أساتذتي وأسيادي ومؤنس وحدتي ومصابيح تفكري وانتجادي ، وبعد :
إنني للحق بالحق أقول أنّ مقولتي :
(قيّمتُ نفسي أن أقوِّم الإنسانية في الأمم)**
- كلام كبير ، لعلّه في أحسن مآل يقرأ كالوهم والخيال .
فبأيّ جرأة أقحمتني أفكاري ؟! ، وبأيّ مجال ، كأنّه البحث
عن الشئ في العدم :
(تقويم الإنسانية في الأمم) !؟
أمر خيال عجيب ... أمنّي فيه نفسي ؟! ، وأجهِّلها عن مقامي ، فأغرقها عاجزة ، في طيش ، حجر فلسفتي من اعتباري ، وخياري ؟! .
- ((وذلك التوصيف الآنف ، استبقت به من طرفي درأ ، لمن من سطوة لؤمهم يرمون الأشجار المثمرة بحجارتهم الطائشة ، وهو في آن معا توصيف أكرم فيه وأحترم آراء وتساؤلات الكرام )).
- وعند علمي بضعف ابتكاري ! ، بأنني :
لست أوحَدَ زماني ، وليست مُحكَمة الشأن (في جلّ الأمور من حياتي) ، أو ليست بالغة الإحكام ، كافة فنون تدبير خبرتي ، وليس مكتملا دائما نسيج متانة صواب رأيي وقراري!!!.
- إذن فما أخطر شأن التحدّي ، وما أعظم بهاء الغاية ، من قربها في البُعد ! .
وما اهول أن يكون للحسد علي من سلطان ، او أن تُنفث فتنة الفكر الوبالي ، فتيئس همّي ، وتشتّت تركيزي بوبائها المعدي !!!.
- إلا أن الكلمة الفيصل ، هي كلمة الحق ، عين ثقتي وطمأنينتي ... ووِردي (ومَن يتّق الله يجعل له مخرجا)*.
بأنني قد عقدت العزم على :
(تقييم نفسي بأن أقوِّم الإنسانية في الأمم)!.
و(قد فُطِرتُ إنسانيا من لَدُنِ القرطاس والقلم)!.
- بانّ (ميزان الحُجّة والبرهان حَيّ على إنسانية الإنسان).
لطالما أني حيِيتُ ، منذ حداثة سِنّي المبكر ، على التفكر والمراقبة والإستنباط والإعتبار ، محبا لكافة ناس الناس ، من كافة اطياف الناس ، في البشرية ، متفاعلا بتواضع كريم وبإخلاص رحيم مع الجميع ، فأنا ، لا أخفي توهّج إعجابي بتفتح الزهرة ، وعبق أريج الورد ، ونظام نسق كمون رغيف الخبز في سنابل القمح ، فأنطق بلسان روح ذاتي الإنسانية :
ياللحظّ العظيم لمن نالها ! ، بانّ الله... هو الله... الظاهر قدرة في خلقه... هو الله ، مَن لايعلم ماهو إلا هو . وبأني أسلمتُ وجهي له ... هو الله الحرية والجمال والمحبة والسلام .
وهو الله الشديد الجبار على الظلم والعنجهية والعتوّ والإستكبار .
وهو الله المنتقم ممّن أبى واستكبر عن السجود لآدم الله .
- وهو الله الذي سبحانه قال (لإبليس) ، أخرج منها ... ملعونا ... وأنك لمن المنظرين ... ، حين أقسم (إبليس) بعزة الله أن يغوينّهم في الأرض ، بأنّ يشبّه على من تولوه فيزين لهم سفك الدماء ، والإكراه والتكفير ، والإرهاب ، واستعباد الناس والتجهم في وجوههم ، والتحكم بتفاصيل حياتهم الشخصية ، وتوافه الأمور ، وتحذيرهم وتأثيمهم بالعمل الصحيح التي تفرضه المسلمات العقلية ، وكأنهم بهائم لم يخلقوا جديرين بالحياة الكريمة ، إلا من خلال التلاعب بتزيين الغرائز ، والتشريع لهم حسب ما يوافق مصالحهم الخبيثة ، وتكريههم بنعم الحياة... ، وإزلال الإنسان لأخيه الإنسان ، الذي كرمه الله إنسانا إنسانيا في أحسن تقويم خلقه .
- فكان أن سفك (قابيل) دم أخيه حسدا وطغيانا ، وزين جريمته بغرائز انانية نفسه البهيمية ، مرضعا استكباره لمن تولوه ، أصلا ، فكانوا لشجرته الخبيثة فروعا ، تعاف النفس الطيبة ريحها وظلها وثمارها ، وتمتحن بأوبئة ظلاميتها وظلمها وباطلها ، وشدة عداوتها لرحمة الرحمن وإنسانية الإنسان ، وبفجور نفاق تشبهها بمظلومية أهل الحق !!!.
- أمّا عن سؤالكم المفترض ، اعتلاج أمره في أنفسكم الكريمة :
مَن أكون ؟ ، لأتقدم بهذا المشروع الإنساني الكبير ؟!.
- بلى ... ومنذ حداثة سني ، أكون أنا ، من تبكّرتُ بمغازلة النور والضياء ، ليل نهار ، اثوِّر قيام قيامة النور والضياء المقاوم للظلمات المنكدة لعيش البشرية والخلائق .
- بلى ... ومنذ حداثة سنّي ، على المحبة والإحترام وحسن المسؤولية وجدية الإلتزام ، باكرت أقراني وعشيري ومعارفي ، بفكر يستحق الإحترام ، متمردا صلبا ثابت الخطوة في وجه مايضيم نفسي التي تأبى أن تضام .
- بلى... وإنّه من نفسي ، إلى نفسي ، وإليكم على المحبة ياكافة ناس أطياف الناس في البشرية ، أخاطبكم جميعا ، وأرنو متفائلا على يقيني بتشريف وتعظيم واجب شرف وعظمة المسؤولية الإنسانية لعامة البشر ، لأجدني لقيام قيامتها الفصيحة المضيئة ، أخصّ ببلاغة الخطاب عموم الإنسانيين ، بانهم الأجدر على توهيج مصابيح عقولهم سُرُجا مضيئة تعنى بسلامة قلوب الناس ، فيكونون أسباب تنوير فكري ثقافي علمي منطقي حر نزيه ، يقاوم ظلامية الفكر وخباثة موروث ثقافات مؤامرات الجهل والجهالة والتجهيل الديني ، خاصة ، والمدني عامة ، وفضحها وضحضها على جميع الصعد بالحجة والبرهان ، وذلك :
-- مهما بلغ أمر فظاعة تقديسها ، بسطوة الإغواء وعتوّ عنجهيات عصبيات الولاء ، ومن أينما أتت بشرورها ، وأينما كانت أصولها وفروعها ، وأينما وجدت حواضن تفريخها وإرضاعها والحرص عليها ، وبأي الصيغ ظهرت ، وبأي الأقنعة تقنعت ، وبأي التلون الحرباوي أوهمت المتوهمين ، من أي من معتقدات وتوجهات أي من أطياف البشر ، بأنّ :
- الغاية هي الإنسان على فطرة خلقه في أحسن تقويم ، كان ليكون :
حرا جميلا محبا ، مبدعا ، متجددا ، صانعا ، بنّاء للحضارة والرفاهية والسلام ، ليحي حياة تليق بتكريمه ، وقد حمد شاكرا الله سبحانه كرّمه ، فآمن بالحق :
( من آمن بي وإن مات فسيحيا)*** على فطرته من صبغة الله التي لاتبديل لها .
- فإنسانية الإنسان نور من نور تكريم الله لآدم ، مصباح إنسانية صورة الحق المبين ، اسلم وجهه لله رب العالمين ، فبعثه الله على خُلُق عظيم رحمة للعالمين ، وتكلم في المهد صبيا ، وخلع نعليه في الوادي المقدس طوى ، وكانت نار ظلامية وظلمانية الجهل والجهالة والتجهيل بردا وسلاما على كلمة الله الواضحة ، الشجرة الطيبة ، إصولها وفروعها وأكلها عطاء ذرية طيبة بعضها من بعض ، عليهم يتنزل الذكر الكريم :
(في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فبها بالغدو والآصال)*
( إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون)*
( لاإكراه في الدين قدتبين الرشد من الغي ...)*
(الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولاغربية... )*
- فما أعظم الإنسان ، إن بخطئه ، أو إهماله ، أو تغفيله ، أو تسليمه ، لروايات القال والقيل دون وجه مضئ التعليل ، ان يثور على الظلمات أنيقا حرا مبدعا إنسانيا ، بقيام قيامة مقاومته المضية ، فيعقد العزم على تنظيف زجاجة مصباح روحه الإنسانية ، ويوقد كوكب ذاته من الشجرة المباركة زيتونة لاشرقية ولا غربية .
زيتونة هي الرحمة للعالمين ، وزيت إنسانية الإنسانين ، وسر ميزان مصداقية استقامة سراط مسمى أي دين سماوي ، او دين يُظن أنّه من إنجاز البشر ، (اصطلح مسماه أي عقل بشري) ، مُكِّن له فكان إنسانيا مكينا أمينا ، محسنا بأن قلبه الإنساني الإيماني السليم سكن الله ، بيتا رفيع المقام يذكر فيه اسم الله ويسبح له بالغدو والآصال .
وما يعلم أسرار إيمان تسبيح المسبحين إلا الله.
- ونعم بالله ، ونعم بالإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم ، فلا يكره في دين الله ، بشئ منه ، من قول أو فعل او مظهر ، في شؤون حياته الخاصة ، وسرّ ذلك :
جهره وعلنه ، لخصوصية الأمر بينه وبين ربه ، دون الناس جميعا ، جميع الناس الذي يستوجب عليه احترامهم ومعاملتهم بالحسنى الإنسانية .
(ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل)*
(إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)*
(...فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم...)*
(وما جعلناك عليهم حفيظا وماانت عليهم بوكيل)*
(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين)*
(وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل)*
(... وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم )*.
- فياأيها الإنسان إنّ الدين لله ولي الأمر والتدبير عالم الغيب والشهادة مالك الملك على كل شئ قدير سبحانه هو الديان .
- فإيمانك وعبادتك في غاية الخصوصية ، بينك وبين ربك .
- أمّا انك إنسانا تحيا في خضم حيوات الناس والخلائق ،
على اختلاف الطبائع والصفاة والمعتقدات ، فالأمر منوط بقوانين حياتية من نتاج الجميع الإنساني ، يستخلص منها مايناسب أمن وأمان وتجدد الحياة العامة المشتركة ، مع احترام الخصوصيات المجتمعية والفردية ، على ألا تؤثر سلبا على الآخرين ، بأن الآخرين هم أنت إنسانيا.
- فإن شئت قبول شأنك الروحي لدى الناس ، فأبدع فيه أناقتك وجمالك ، عطاء فصيحا كريما يفيض حرية ومحبة وسلاما مطمئنا لكافة أطياف البشر والخلائق.
وذلك شأن الإنسان السوي ، سماة الإنسانية في إسلام وجهه لله رب العالمين سبحانه :
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)*.
- لأراني أطمئن واثقا بمصداقية الحق في مقولتي :
((( مَن لاإنسانية فيه لاربانية منه )))**
ف((( الإنسانية هي جوهرة الكنز )))**
-والإنسانية ، هي من معاني (الشمس) ، الوارد ذكرها في ديواني ( اقداح الفيروز ) -ط- 1994م-
اللوحة السابعة من القصيدة الأولى (عروس الجرح) :
((( طويتُ الشمس في... كفني
ونزّهتُ المعزّين
عن النّعش الذي ... يزهو ...
ويضطربُ )))**!!!.
اللوحة الثانية والعشرين :
((( أتصحو الصرخة ... الكبرى ؟!
أنسمعها ...؟
أتوقظنا ؟
"لما" ندمي !؟
أُحِبُّ الله ... والإنسان ... في الأمم
أمَن في الجرح ... دالية
كمَن في اللهو ... والعدم ؟!؟
أمَا جاءت على شُهُبٍ
تلألؤها...
إلى غاياتها الرُّتبُ !؟ )))**.
- والإنسانية ، من معانيها (الحُرّيّة) ، الوارد ذكرها
في مجموعتي القصصية :
(بيروت والبحر في زمن الصفر) -ط- 1994م -
المشهد تماهي المشاعر الطيبة بين العاشقين :
(سلمى ، وعطاف)
في الصفحتين (الخامسة والسادسة) ، من القصة الأولى :
(الوردة البيضاء تستيقظ) :
((( "عطّاف" ... يامَن تَرشف الأذواقُ ، على السعادة ،
والأسماع ، على الطّمأنينة ، رقيق سلافته ! ،
لكَ "أنا" ... منسكبة ... الجسد ،
على مساحة وردة بيضاء!! .
وأنت الذي لا تغتصبُ الأشياء
ولا تُكرهُها على اغتصابكَ .
أُقسِمُ :
أن أُطلِقَ ... حُرِّيتَك ! ))).
-- ولتمام الفائدة والوضوح ، نشرت الكثير من اللوحات والقصائد الشعرية والمقالات الفكرية ذات صلة مباشرة بموضوع هذا المقال ، فلمن شاء الإطلاع يجدها على صفحة حسابي على الفيس بوك ، وعلى الكوكل ، وجميعها منشورة موثقة ، أذكر منها :
1- (انتبهوا تنويه ثقافي)
(لعلكم تعرفون كيف عرفت الإنسان المثقف ).
2- ( الظلامية ألعن وأدق رقبة من الجاهلية)
3- (مَن أنت شئء ، أم اللاشئ).
4- ( هو الحق هابيل رفض الباطل قابيل ).
5- ( تبيينا للمغررين بأن الإنسانية مرتبة وليست دينا).
6- ( الإنسانيون هم الربانيون ).
7- (المؤمن هو الإنساني )
(سيماه قلوبهم في وجوههم ).
8- ( تتغزّلُ بالنُّهى ) - شعر
9- ( اقرأ ... واربأ )
(كلام وامض من وحي القلم
واللبيب من الإشارة افتهم).
10- ( سورية الله الإنسانية ).
قصيدة - 114+1 - بيتا شعريا
11- (رسالتي الإنسانية مشروع الخلاص بالخلاص).
12- ( أنا الإنساني ).
والمسك ختامها هو أنتم ياناس الناس من كافة أطياف البشرية .
طبتم إنسانية فطاب عطاؤكم جميلا ، وأضاء وفاؤكم للجميل .
آملا أني دعوت نفسي والجميع الإنساني للترفع عن الجراح ، وسع الأنفس الإنسانية ، واقتباس توهج المحبة والسلام الحضاري المعطاء ، جمالا لروضة الأرواح ... المكللة بسماة البشائر في الوجوه الطيبة ، حياة مطمئنة آمنة عادلة للجميع الإنساني .
-------
*- قرأن كريم ، ***- إنجيل مقدس
***- مقولات للكاتب .
-------
اللاذقية سورية -2018 -4- 27 -
فيصل كامل الحائك علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.