الجزء الثاني من سلسلة
(في عتمة الحافلة)
------------------------------------------------------------
-45-
أخاف عليك
تكابر ..وتكابر..وتكابر ،
والشعلة تكاد أن تنطفىء.
-46-
لن أعود (٣)
الرشفة الأولى من كاسة النسكافيه تدفقت كالبركان
إلى جوفي وأشعلت حلقي وانا أعود من جديد إلى البداية مع ذلك الرجل
الطيب (رحمه الله )،
كنت أكن الكثير من الحب والمودة والاحترام
لعمي أبو شادي منذ أن إلتحقت بالوظيفة معه ،
فكان هو زميلي واخي وأبي ..فكثيرا ما همس إلي :
-والله انا أحبك في الله ..أن كل شيء بك جميل يابني
ولاينقصك سوى الزواج ؟
حتى عرض علي الزواج من إحدى بناته
الثلاثة الجميلات وهو دائما يكرر قول شائع:
-يقولون إبحث لأبنتك عن زوج قبل إبنك؟
أكثر من مرة قال لي :
-ياأبني لماذا لاتختار سميحة أو هدى بظلو أعقل
من ساره؟
فهو لم يريد أن يغشني لأنه يريد لي الخير والراحة،
وكنت أرد:
-عمي سبق واخبرتك أني احببتها ولا اريد غيرها؟
-لكن اريد ان أعلمك أن سارة فسخت خطوبتها
من أربعة شباب قبلك بسبب( يباسة) رأسها ،وذلك
غير الذين كانوا يفسخون الخطوبة ويهربون؟
-دعني اجرب حظي معها ياعمي فالأنثى تبقى
أنثى ولها (مفاتيح )للتعامل معها؟
ضحك وقال :
-أيها الخطير .
* * * * * * * * * * * *
بعد أن تركت سارة البيت دون إذن مني وذهبت إلى منزل أهلها بينما كنت في العمل ؛ذهبت إلى
بيت اهلها لأسال إن كانت عندهم
لأني غير متاكد من ذلك ..طرقت الباب ..فتحه
ابو شادي وهو يحمل بيده عصا بادرني فورا:
-اعلم ..أعلم لقد تركت المنزل دون إذن من زوجها
(قليلة الترباية) إنتظرتك حتى تحضر لتشهد
عقابها؟
امسكت بالعصا وتشبثت بها وقلت متوسلا:
-ارجوك ياعمي انا ضد اتباع تلك الطريقة ؟
-سبحان الله، زوجنا ذلك الملاك من (عفريته
رأسها يابس)؟
-عمي ،انا قد غفرت لها؟
* * * * * * * * * * * *
مسحت دمعة تدحرجت رغما عني عندما تذكرت
ان عمي ابو شادي توفي بعدها بأسبوع فقط بنوبة
قلبية ..مات راض عني وغاضب عليها،
كانت المضيفة تقف أمامي رأيتها بعد ان مسحت
ضباب عيني من الدموع سألتني:
-هل انت بخير ؟
-نعم .
-اتريد شيئا؟
أشرت لها بيدي شكل دائرة تعني كاسة نسكافيه .
.
* * * * * * * * * * * *
في المنزل قالت ساخطة :
-غفرت لي ،ومن انت لتغفر أو لا تغفر ؟
-زوجك .
-زوجي ،تذكر اني طلقت قبلك أربعة ياهذا؟
-هههههههه دعيني أصحح لك المعلومة ؛انت فسخت خطبة ولم تطلقي؟
- لا فرق .
-بل يوجد فرق كبير ياقطتي؟
-دعنا الآن من هذا ،انا تعبه واريد ان انام ،اتريد
السرير ام الكنبة هنا ؟
-السرير...لك انت ياقطتي فأنا أخاف عليك من ..
(السقوط).
* * * * * * * * * * * *
في الشرفة كنت أقرأ قصيدة لي واتمرن على
إلقائها لتقديمها في فيديو لي ،وكانت قصيدة غزل
وكانت سارة تقف ورائي تسمعني ..وكنت أعلم
بذلك لكن إستمريت في إلقاء قصيدتي بينما هي
تسمعني بأهتمام.
* * * * * * * * * * *
عدت يوما من عملي مبكرا فكانت تتصفح إحدى
دفاتري الخاصة بالقصائد وعندما رأتني إرتبكت
وتظاهرت بإنها تقوم بترتيب المكتبة وقالت بسخرية :
-كم إمرأة قابلت في طريقك لتكتب عننهن قصائد
يازير النساء ؟
إبتسمت وانا أعلم إنها تقلب دفاتري إثناء غيابي
وقلت لها:
-اكتب عن إمرأة واحدة فقط ؟
نظرت إلي والشرر يتطاير من عينبها وقالت :
-ومن هي هذه أيها الخائن المتبجح؟
-انا في الواقع لم ألتقي بها فعليا ؟
-هل هذه فزورة ؟
-لاطبعا،انا اتكلم في شعري وقصصي عن إمرأة
احبها وتحبني قد تكون غير موجودة أصلا..
وقد تكون قريبة جدا مني ...لكنها لاتراني ..أو
هي لا تريد أن تراني ؟
- انت مراوغ بارع، عموما هذا شيء لا يهمني..
ولاأعرف لماذا انا أحدثك من الأساس؟
حضرت المضيفة وقدمت لي كاسة النسكافيه
الثانية ..شكرتها..
وبدأت برشف النسكافيه...
* * * * * * * * * * *
وتمر الأيام والاشهر...
وفي إحدى الصراعات والجدالات المحتدمة بيننا
قالت :
- انت جبان ..ولست رجلا ؟
-وأيضا.
-انا اشتمك..اتسمع..اشتمك هيا تقدم مني وأصفعني..او إركلني بقدمك كما يفعل الرجال كي
أشكوك للشرطة ويكون مصيرك السجن؟
في تلك اللحظة قرع الجرس ..ذهبت إلى الباب ..
فتحته ..كان أخيها شادي الذي تركني ودخل إلى
البيت بتوتر شديد وقال موجها الكلام لساره:
-ان صوتك يصل إلى الشارع أيتها الملعونة ..القليلة
التهذيب ؟
تقدم منها يريد صفعها لكني أمسكت به ووقفت
بينهما وقلت :
-أرجوك انا لا احب ان يتدخل أحد بيني وبين زوجتي
كما أني لااتبع تلك الطريقة مع المرأة؟
-لكنها تحتاج إلى تأديب؟
-أرجوك هذا يكفي .
غضب شادي وخرج.
نظرت إلي بتوتر وكإنها هزمت من جديد وقالت:
- كل تلك الأفعال لن تجديك نفعا ..كف عن تمثيل
دور الملاك الذي لايليق بك ؟
في تلك اللحظة رفعت ذراعيها كالقطة تريد مهاجمتي لكني أمسكت بذراعيها برفق دون أن
اؤذيها..وكنت أتراجع إلى الوراء وأنا لازلت ممسكا
بذراعيها..تعثرت بوسادة..سقطت..سقطت فوقي..
افلت ذراعيها..إرتخت.. حاولت أن تعضني بوجنتي
لكنها تراجعت بينما انفاسها بسخونة البركان
تحرق وجهي ..همست بأذنها :
-إهدئي؟
تظاهرت بإنها تعتقد بأني سأقبلها وتريد المقاومة
لكن انفاسها الساخنة قد كشفت جميع اوراقها..
ثم تظاهرت بإنها تريد أن تخنقني بذراعيها..لكن
عندما إكتشفت إن ذلك مجرد عناق تركتني
وجرت إلى غرفتها مكابرة واقفلت الباب.
الحافلة منطلقة تسابق الرياح..
رشفت أخر رشفة من كاسة النسكافيه الساخنة
جدا عندما تقدم مني شادي الذي بادرني بود:
-صحتين أخي تيم ؟
-على قلبك أخي شادي .
-هل يمكنني أن آخذ من وقتك دقائق ،إذا كان
ذلك لا يزعجك ؟
-لايزعجني أبدا اخي شادي تفضل .
(وللقصة بقية ...)
-47-
يكفي
كلما أشعلت شمعة ..
كنت تطفئينها....
سامحيني ..
تيسيرمغاصبه
9-2-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.