ألا زلت تذكرني؟ ..... سؤال ما تاهت صدى حروفه حين اعتلت خطاه دروب
مسامعه .... تسللت لأذنيه كقطرة ماء رغم صوت الضجيج الذي أثارته
الموسيقى الصاخبة في تلك لأمسية....
الا زلت تذكرني؟ ....... موجة
من الدهشة وخليط من ملامح الاستغراب اجتاحته في لحظة سكون دفعتها لتعيد
على مسامعه سؤالها للمرة الثانية وكأنها ارادت أن يتهيأ ليستنهض ذاكرته
من سباتها العميق كي يدقق النظر في تفاصيل وجهها.... يتامل ملامحه
لتعيده تلك الملامح قسرا لسنين قد خلت وايام من العمر قد انقضت بالرغم
من ان الزمن بدأ يتأهب لخوض معركته الاخيرة معه والساعات حشدت عقاربها كي تلملم ما تبقى من جسده الهرم...
مضت اللحظات وضجيج سؤالها لا زال يخترق ملفات ذاكرته... بسبر
دهاليزها.... محاولا ان يعتصر كل ما خزنته لعله يجد بين تلك الملفات
صورة تسعفه ليجيبها عن سؤالها .....وحين اطبق السكون على أرجاء المكان
أدارت ظهرها يائسة من فرصة العثور على ضالتها فغادرته وهي لا تعلم ان
صورتها التي كانت تبحث عنها كانت ولا تزال محفورة فوق جدران ذاكرته
وأن التزامه صمت الحديث لم يكن سوى خوفه من حلم آخر سيأتي على ما تبقى من
معالم تلك الصورة التي كان يخشى أن يكون حضور تفاصيلها وهما او مجرد
بقعة من سراب تدفعه أن يلقي بتلك الذاكرة فوق قارعة الطريق لتتلاشى تلك
الملامح بمجرد ان تعتلي خطاها دروب الرحيل ...
بقلمي / خالد جويد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.