( يالَلدُروب )
يا لَلدُروبِ سَلَكتَها ... والخريف المُخيف يَحفُها
والهَمٌُ يَسري في دَمي ... كالنارِ في لَهيبها
تِلكَ الرُبوع ... يُبَدٌِلُ الخَريفُ من زَهوِها
قُرمُزيٌَةُُ هي الأرجاء ... كَأنٌَما صُبِغَت من هَدرِهِ دَمها
و النارُ قَد أشعَلَت أوراقَها
صُبِغَت مِثلَما قَد لوٌِنَت آفاقَها
ولا تَزالُ الدُروب تَنبُضُ بالحَياةِ. ... في عُمقِها
يُقاوِمُ الفَناء ... أخضَراً رَيحانَها
لَعَلٌَ في خَضارِها الآجام ... تَحَدٌِياً لِمَوتِها
بَعضُ الرَبيع ... لَم يَزَل يَنبُضُ في روحِها
رَيحانَةُُ ها هُنا ... وها هُناكَ أختُها
والحَشائِشُ لَم تَزَل غَضٌَةً على حَوافِ دَربِها
مَتي يَعودُ لَها دِفؤها
ما بينَها الزَنابِقُ ... غادَةُُ تَجلسُ
تُحيطُها الزُهورُ والنَراجِسُ
خاطَبتها ... يا غادَتي الغابُ بالمَخاطِرِ يوجِسُ
فَرُبٌَما من خَلفِها الأجَمات ... مَن يَتَجَسٌَسُ
يَشوقُهُ ذاكَ الوُثوب ... رابِضاً يَخنُسُ
قالَت ... وَكَيفَ أنتَ تَأنَسُ ؟؟؟
هَل تَدٌَعي بِأنٌَكَ يا فَتى من نَسلِها الفَوارِسُ
يا وَيحَها ... قَدأغضَبَت رُجولَتي ... هَل هِيَ غادَةُُ
أم أنٌَها جِنٌِيٌَةُُ ... تَستَأنِسُ
لاحَظَت غَضَبي ... ووَجهِيَ يَعبُسُ
قالَت ... يا مَساءَ الخَريف ... وأوراقهُ تَيبَسُ
قُلتُ في خاطِري ... جمالَها يَغفُرُ ذَنبَها
جَمالها رائِعُُ ... فَكَيفَ تَقسو الأنفُسُ ؟
أجَبتها ... با مَساءَ الجَمال حينَما لِلزُهورِ يَلبُسُ
قالَت ... لا ألبُسُ الزُهورَ يا فَتى ... فَلِمَن تَهمُسُ ؟؟؟؟
أجَبتها ... أنتِ الزُهور ... يا سَعدَها حَولَكِ النَراجِسُ
فأطرَقَت ... وأحمَرٌَ من خَجَلٍ وَجهها ... لا تَنبثُ
قُلتُ في خاطِري ... يا لَهُ خَريفنا
حينَما بالفُؤادِ يَعبَثُ
تَبَسٌَمَت غادَتي وأشرَقَ وَجهَها ... والرِضا في الجُفونِ يُؤنَسُ
يا سَعدَهُ ذاكَ الخَريف ... ودَربُهُ لِلحالِمين آمِنُُ لا يَنكُسُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.