: آنا حلمنا لا محال بقلمي ... أ غسان حمدي

 آتا حلمنا لا محال :

ونمضي من عام إلى عام

نحيا العام الذي يمضي ...

بأنفاس دهر سوف يأتي

نلوذ بالذكرى وماضي الآتي

ونفر لوجع اللذة وحنينها الأول ...

قهوتها حكايتها

وصباحات ليلتها

نسائها وزهورها

ومرايا الصور

وبغبغاء يردد في الروح الأثر

تمضي الأيام مقبلة ..

ومفتونة بالأمس

أقمارنا آجال ومستقبلنا تخبئه الشمس

انتهى عام ..ومضت أعوام

وما رفعت الأقلام

في وصف الحرب ...

ولعنة الوباء

وتهجيرة القلب ...

ونفاذ المساء

مضى عام أحببنا فيه

وسوف نحب ...

عذبنا فيه بعذاب المحب

وسجنا فيه وسجن فينا الغيب

سقطت فيه زهور ...

ونهضت في بيانه سطور

وحلقت بأرواحنا طيور

وحلقنا فيه بالأمل والألم

نسمر بالغزل ...

ونخضر العدم

ونداري دموعنا والسقم

بإبتسامات الأوقات

سرنا في طريق مفتوح ..

بين زهو السنابل

وزرد السلاسل

سرنا بخطى الموت والروح

نجيب سائل ونصغي لقائل

ونلعن قاتل تلو قاتل

عام بذر فينا الشوق والخوف ...

هجر العالم أرصفة الحرية

علقت شعائرنا في معابد الأبجدية

اغلقت المدارس ..

وصمتت أجرأس الكنائس

وصلت القلوب برحالها

ودعت بجرحها وعذابها

وفتحت بيت للعزاء بعزائها

رهبان ضلوع الأيام فينا

سحاب جاف ...

في سماء ليالينا

سقط عام من جذع الزمن ...

والغصون أزمان

هجرنا الوقت وبقي الوطن...

والعيون مكان

نبصر أوقاتنا برحيلها

تضيء طريقنا ونضيئها

وتودع رحيلها وسبيلها

ونودع السنين ...

من عام إلى عام

ويبقى الحنين

ويبقى هذا القلب سجين

يتحرر بالشوق والأمل

ويغني للحياة ...

ويعشق الغزل

وينتظر المجهول

أن يصبح يقين

وتجري الخيول ...

على سرج السنين

بأقلامنا وأحلامنا

وذكريات العاشقين

كنا وكانوا ...

صرنا وصاروا

والماضي أتي

وإن غابوا

وكل من أحببانهم عادوا

وإن غابوا

وعادت أيامنا بذكراهم

ورجعت أرواحنا

تعانق ثراهم

وتعانق بالقلب أبصارنا

في رؤاهم

بقلمي ...

أ.غسان حمدي

عرض الرؤى

معدل وصول المنشور: ٥٧

٢٢

تعليقان

أعجبني

تعليق