سِـفْــر القَـصِيـد..
الشاعر: رضوان الرقبي
بَكى المَساءُ..
وشُرفاتُ دَربِي ..
أوجَعها البُكاءُ..
ولَحْنُ قَصائِدي..
أظْمأه الرَّجَاءُ.
تَعَثَّرتْ عَلى أبْوابِ الدُّروبِ..
مَحَابِرُ أشْعَارِي..
وَشَيّعتْ ثُريا المَساءُ الحَزِينِ..
جَنازَة دَفَاترِي..
وتَدحْرَجَتْ مِنْ بَقَايا رُفَاتِهَا..
أَحْرُفٌ..
عَرْجَاءَ…
تُرَاقِصُنِي..
وَرِيحُ الخَريفِ العَمْياءَ تُرَاوِدُهَا...
تُسَاكِنُهَا الكُهُوف.
2
سَكَنتْ قَصَائِدي...
كُهُوفَ غُرْبَتِها...
وَخُدودُ الشَّمسِ تُزاوِرُهَا..
تُقَلّبُ دَفَاتِرَ أَشْعَارِي...
ذَات اليَمِينِ وَذاتَ الشِّمَال..
وَقَلمِي اليَتيمُ...
بَاسِطٌ مِدَادَهُ بِالوصِيد...
يَرْقُبُ وِلادةَ الفَجْرِ المَدِيدْ..
يَرقُبُ لَحنَ القَصِيد.
وَعَلى بَوابَةِ كَهْفِ الوَلِيد..
يَقِفُ الجَمعُ مَذْعُوراً...
يَعُدونَ لَحنَ القَصِيد..
يَقُولونَ سَبعةٌ...
وَقَلَمِي اليَتِيمُ ثَامِنُهُمْ..
قُلْ أَنَا أَعلمُ بِعِدّتِهِمْ..
لِلمَساءِ أَنْجُمٌ تُراقِصُهُ...
وَلِلقَصِيدِ أَوْشَاحٌ تُخَلِدُهُ.
3 -
نسيت في كهف الدروب...
محابر أشعاري...
عجبا اتخذت الصحراء دربي...
أداعب حروف رملها...
أراقص خيوط شمسها..
أرقب عودة القصيد..
أمسح بوشاحي..
دمع خده..
ألملم بعوارضي..
حروف نظمه...
- 4 -
سألت القصيد رفقته..
أجابني..
وأصفاد الحزن تقيده...
لم تحط بأوجاع دربي خُبرا...
فلن تستطيع معي صبرا...
قلت..
وشمس الأفق ترافقني..
لا تواخذني بما جهلت...
ولا ترهق من أمر محابري عسرا..
ستجدني لأوجاعك صابرا...
ولا أعص لك أمرا.
أنا أيها القصيد لحن لأوجاعك...
من شرفات المساء اليتيم...
أرقب بزوغ أنوارك...
وعلى شاطئ الإحزان..
أرقب عودة السندباد...
يحمل من عطر رحلته..
نسائم خدود البدر...
ينشد مع الغروب..
لحن الخلود..
"مالي اكتم حبا قد برى جسدي"
أكادير 09/10/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.