يواقيت الزمن
شعر : حسام الدين فكري
********************
عُدنا نسير عكس عقارب الساعة
نسبح فوق الجبال
نتخطّى الصخور في أعماق البحار
لم نعتدل في اتجاه الزمن
سوى أيامٍ قلائل
ثُمّ جَمَحَت بنا العاصفة الكونية نحو الاختلال
أحداث تُولد من رحم أحداث
في البدء يُولد "أولاً"
كي يستنشق "ثانياُ" رحيق الحياة
لو لم يفتح العرب القسطنطينية
ما وُلد "أحمد زُويل" في مصر
ولولا وصَلَ "كولمبوس" إلى أميركا
ما وُلد "نزار قبّاني" في سوريّة
أحداث تتراكم فوق أحداث
يشُدّ بعضها بعضاً
كأنها يواقيت اصطفّت بين الأرض والسماء
هُو منها ذلك البريق الخاطف
الذي يُومض بين عينيك
بين حينٍ وآخر
لكنّك لا تدري كنهَهُ
ولا تُدرك مصدره
في الحقيقة
كُلّ الأحداث تُولد أمام عينيك
لكنّك لا تلمس لحظة الميلاد
بحواسك القاصرة
أنت تجلس مُسترخياً
في عرَبة القاطرة
أنت حلقة من حلقات المسلسل الطويل
المُمتدّ من الصين إلى البرازيل
ومن أوسلو إلى القاهرة !
أنت مثل السابح في قلب اليمّ
لا يرى إلا شاطئاً واحداً
ولا يعتريه إلا إحساسٌ واحد
أنت مُتوحّد مع نفسك
لا تدري شيئاً عن أنفُس الآخرين
في الحقيقة
نحنُ يواقيت الزمن
نحنُ الذين نُحرّك كُلّ شيء
بأجسادنا المُشرعة في الهواء
وأنفاسنا المُترددة كُلّ الوقت
بين الأمل والرجاء
نحنُ نضع بصماتنا فوق الساعات
فتارةً نُطيلُ..وتارةً نُقصر
تارةً نُدني..وتارةً نُبعد
في الحقيقة
نَحنُ الزَمَنُ
ولا زَمَن
إلاّ الذي وقّعناه بأيدينا
على خارطة النُجوم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.