من الحياة
التسويف والتأجيل للأمور الهامة والبسيطة التي لا غنى للإنسان عنها في حياته والتي لا بد له من القيام بها بشخصه وذاته ولا يمكن أن يوكل بها غيره لأنها أساسيات من حياته يؤدي بها إلى التراكم وزيادة مسؤولياته؟!! فيجد نفسه فجأة وقد أحيط بمشاغل تقظ مضجعه وتؤرق منامه والكثير يجد نفسه في خضم أفكار مشتته لا يستطيع معها التركيز والانجاز وحتماً سيجد نفسه من سعة وقت إلى ضيقه ومن ارتياح في الانجاز مع ابداع وإجادة إلى عجلة وأداء كيفما اتفق.
أن الهمة يا سادة وترتيب أمورنا الشخصية الخاصة وجدولتها وقتا ولو في العقل والذاكرة للقيام بها وانجازها بإتقان وإجادة؛ لهو أفضل واقوم معين في استقرار الحالة العاطفية والنفسية وخلق وإيجاد وقت متسع للنفس والترويح عنها وعيش الحياة الخاصة بكل هدوء وصفاء فكر وجودة، لأن كل عمل أو مسؤولية أو مهمة تتطلب وقتاً خاصاً ومميزا في طوله وقصره حتى تستوي كيفما يريد صاحبها ويرضى بها تأدية بكيفية وصفة فمن الأهم إلى المهم إلى أقل أهمية هكذا ينبغي لنا أن نرتب مسؤوليات الحياة في الإهتمام بها وخوض غمار إنجازها، ولنبتعد عن العشوائية والتخبط يجدر بنا أن نأخذ بالاعتبار على رأس أولوياتنا أن الاستقلالية والتميز وراحة الذهن والفكر ووضوح الشخصية للفرد هو في إيلاء مهامه الشخصية واجبة كانت أم ثانوية كل الإهتمام واتقانها أولا ومن ثم تأتي كماليات الحياة.
ومن مسؤوليات الفرد المهمه وعلى رأس الأهمية هو استقلاله مادة ومبدأ وشخصية ولا يتأتى هذا إلا باعتداده بنفسه وثقته بها واحترامها وتقديمها أولا وليس في هذا أنانية متى ما كان مدركاً لحدوده محسوسة ومعنوية سواءً مع نفسه أو مع من حوله، أن الإنسان بجبلته وفطرته جبل على أن يكون قويما خلقا وإنسانية يعمر الأرض ويصلحها وأول أساسيات هذا المطلب هو أن يكون كما يريده خالقه أن يكون واثقاً مستقيماً سويا في كل شؤونه وراشدا مدركاً لحياته بتفاصيلها وماينبغي له ومنه وعندئذ سيكون بلا شك عامل بناء وعزة وصاحب همة وإحساس واستقلالية ذاتية يعمر وينجز ويبني ويربي ويعم خيره ونفعه.
والد أعداء نجاحه هو نفسه فإذا ما كان قليل الهمة ضعيف الإدراك متكاسلا خاملا فإنها علامات بلاشك على تخبطه وعشوائيته وضياع ثمرة وجوده والمقصد من كيانه وعندها سيكون التسويف والاهمال وتأجيل المهام والمسؤوليات حليفه وهي مدخل إلى تراكم مسؤولياته وضعف أدائها وأن أداها وقام بها وأن قام بها فستاتي في غير أوانها متأخرة وبلا معنى أو ثمره.
لذا أهل الاتقان والنجاح والإبداع والتميز دائماً وابدا في مقدمة اهتماماتهم الحياتية هو أن يكونوا ثم يساعدوا في من يريد أن يكون ليكون..
فواز الحربي/المدينه المنوره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.