أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

السبت، 3 أكتوبر 2020

القصة .. وخيبة الامل مقالة بقلم وعد الله حديد

 القصة ..

وخيبة الامل 
مقالة بقلم وعد الله حديد
في الرابع عشر من ايلول 2020
اصبح الجميع اليوم يكتب شعراً يشارك به في مناسبات كثيرة بين سجالٍ ولقاءٍ وامسيةٍ, ويُصار حينها الى دعوتنا للمشاركة بتلك المناسبات ونحن بدورنا نقدر لمسؤولي المنتديات هذه الالتفاته الكريمه ,
تلك ظاهرةٌ غريبةٌ حقاً ,ترى ماالذي حدى بهذا الجمعُ ان ينحى منحىً شعريا ,هل اتخذ الشعر منزلة بهيةً بين صنوف الادب ام هو لمجرد ان يشبع الشاعر شغفه لغاية في نفس ذلك الشاعر . ربما اصبح للشعر كيمياءٌ خارقةٌ صعُب علينا فك رموزها والدنو منها ام صعب علينا اخرى تركيبته السحرية اللّامادية التي لن يطالها الا من اكتسب روحا تتسم بالشفافية ورهافة الاحساس.
لابد ان في كتابة الشعر زهوٌ و متعةٌ لا تظاهى لمن اخذ على عاتقه ان يكنّى بكنية الشاعر ,
انا ليس لي في الشعر الا ماكان في منهاجنا المدرسي قبل كذا عقد من السنين ولم اشعر في يوم انني كنت مولعا حد العشق بكتابته بل ان امرا اخر استهواني فذهبت باتجاهه 
ذلك الامر هو كتابة القصة القصيرة ,
سوف ابقى وفيا وعاشقا لكتابة القصة وسوف لن اصل مرحلة اللوم والتقريع لنفسي بانني لم امارس كتابة الشعر وسوف لن اختلق عذرا فاذهب باتجاه خانة المعارضة واوجه سهام نقدي و مقتي للشعر,ان المقتَ ليس من شيَم الاصلاء ولكن النقد لا غبار عليه.
وان نحن اردنا مقارنة نزيهة بين القصة والشعر فسوف نجد صعوبة بالغة ,فليس هنالك حدودا نقف عندها وخطوطا عريضة يمكن ترسم حدودا واضحة نفاضل بها احدهم عن الاخر ,لكل منهما مقوماته ودوافعه وعشاقه ,
ليس الشعر سهل المنال انه يحتاج الى قريحة من نوع فريد واختلاجات نفسية متطرفة في ابعادها ,وان كانت القريحة وقرينتها الموهبة ومعهما اختلاجات نفسية هي ماتتطلبه التركيبة الشعرية فانه سوف لن يكون باستطاعتي الاتيان ببيت شعر واحد ,كل ذلك لست امتلكه ولا سبيل لي ان اتحكم به ولكنني اتخذت سبيلا اهونا وطريقا اقصر كي اشبع رغباتي في الكتابة ,,فوضعت نصب عيني كتابة القصة ويخال لي ومن خلال ماقدمت من نتاجات ادبية في مجال القصة انني ربما استطعت ان الفت انتباه المتلقين وان احرز بعض القبول في بعض نتاجاتي بين قصة ومقالة .
ويجدر بي هنا ان اسال نفسي ترى هل كانت هفوة عندما عشقت كتابة القصة وانا لم ازل يافعا ام انني كنت اكثر واقعية مما لو شاء قدري ان تجرفني رياح التغيير والتحق بجحافل الشعراء,, 
لم تكن تلك هفوةً بل كانت خطوة جادة باتجاه الواقعية.
صحيحٌ ان الشعر عالم رحب وجميل ولكنه سوف يقف عاجزا ومبهورا امام القوة والحبكة الدرامية التي تكتنف القصة ولن يكون بمقدوره ان يطال نجومية القصة ولهفة المتتبع لمعرفة نهايتها والمغزى منها , ففي القصة عِبَرٌ ومفاجئاتٌ الى جانب ازمنة وحوارات قلما تتواجد مثلها في القصيدة ,ان البحث عن عنوان لقصتي يستغرقني اياما وليالي ومثلها يفعل اقتناصي لنهاية مشوقة لها ,ولكن يبدو واضحا ان هاجسي ومعاناتي في كتابة القصة ذهبت ادراج الرياح فقد اصر الجميع ان يعاقر الشعر ويمارس حضرا على القصة وتبقى القصة منسيةً فوق الرفوف العاليه .
تلك هي خيبة الامل..
وعد الله حديد

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نص‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.