أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

السبت، 14 مارس 2020

رأي الحمار لسقراطة الشرق سياده العزومي


رأي الحمار
لسقراطة الشرق 
سياده العزومي 
عضو اتحاد الكتاب

( حلقةثانية )

ومن بين ثقل أنفاس حمل المسؤولية، وتحشرج الكلمات في أحزانها قالت:
- رحم الله والدك والناس أجمعين، قوامة فكره مازالت تجري مجرى الدم في أمورنا، لكن قوامة الإنفاق رحلت برحيل جسده، عاش مرتديا ثوب المسؤولية ولم يشق على أحدنا، وأخواك الاثنان في الجيش، وليس لدينا رجل يتكفل بنا، ونقتات من عرقه، ومع نفاذ آخر حبة قمح علا في أعماقي صراخ بطون أخواتك البنات الصغار، وأخجل أن يدق سؤال حاجتنا باب الجيران، واستعير مكيال قمح أو ذرة، ولا أعرف كيف ومتى السبيل في إرجاعه؟
جَلَستُ أبكي وأشتكي حالنا لربي وأدعوه أن يتلطف بنا ويرزقنا من حيث لا نحتسب.
أخرستُ الأنين عن عمد، وقلت:
-أنا زوجك، وابنك، وأبوك، وأخوك، لن تبكي أبدًا –أمي- بعد اليوم طالما أقتات الأنفاس على وجه هذه الحياة.
قَبَضَتْ على ساعد عزيمتي وشدَّت أزره، ومن خلف سحب الحزن أمطرت دموع الرجاء، دقت أبواب السماء راجية الله التوفيق يكون حليفي وخير الدنيا بين يدي، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة على مصراعيها لبى الله دعواتها، وولد بداخلي -رغم صغر سني- عزيمة تصهر عزائم الرجال، وتلين المصاعب إلى وقتنا هذا.
فنطلق سهمي يشق الحياة موفقة ببركة دعواتها.
ودون استئذان انطلقت إلى سوق البلدة المجاورة، قاصدة باب عمل إحدى زميلاتي، مرشدي، لخبرتها بسوق العمل، كونها عاملة بإحدى الصيدليات، وفقنا الله أن أجد عملا في أحد المحلات المجاورة لها، عند رجل اتضح من حوارنا أنه يعرف أبي، ومن الأطراف البعيدة لشجرة عائلة أمي، فقد اتفقنا أن يعطيني جنيها واحدا في اليوم مقابل بيع قطع غيار الآلات ولف المحركات، ومن أول يوم سألته
أن يعطيني أجر شهر كامل، قذفه سؤالي متراجعا إلى الخلف واجما متعجبا، محملقا بعين انعقد حاجب حيرتها، وكساه الضيق والربية من أمري، رد على سؤالي بأسئلة قائلا:
أيعقل؟ ولماذا؟ وكيف أعطيك أجر الشهر قبل أن تعملي؟!
ومن يضمنك؟!
قلت له:
- تعلم أن أبي متوفَّى وأَخَوَيَّ الاثنين في الجيش، وما خرجت إلى العمل إلا عندما وجدت أمي تبكي، انهمرت دموع كتمان آلامها مع نفاذ آخر حبة قمح وذرة في دارنا فلم يعد لها حيلة، بعدما طبخت لنا حشائش الأرض، وأصبح شبح الجوع يهدد بهلاك أخواتي البنات الصغار، ويضمنني الله المطلع على حالنا، أقسم لن أتركك إلا إذا استرد الله عطيته.
أعطاني النقود ويد الريبة والتردد تغل فكر يده، علمت بعدها أنه من وراء قناع التخفي، تأكد من صدقي، فاستعمرت مكانة الجد في فكره من بداية أول سطر في كتاب تعاملي معه.
طرت إلى أمي ونثرت الثلاثين جنيها بين بركة يديها، وحملتها وأسئلة حاجتنا على هذا الحمار ......


مازلت أكتب لكم
دمتم بخير أحبتي 
لنضع بصمتنا معنا على وجه هذه الحياة 
سقراطة/
سياده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.