داء البخل والشح
البخل داء في كهف النفس يستتـر°°°ولا الكورونا من الحناجر ينحدر
الشـح في الوفـــــرعادة غـُــرست°°°وهمــه كثـــرة و الغنم يحتكــــر
البخل والفقـــــــــر توأمـــــان بما°°° يخلفــــان الأذى والعقـل يُفتقــر
جفاء أهل وكـــــره الأم و الـولد°°°كذا المحيط ومن للعطف ينتــظـر
وقاية النفس مــن شـــح يلــــم بها°°°وصاية في الكتــاب، اللـب يعتبـر
هل البخيل فقــط مـــال يضن به°°°لا:هو في كل حق يُخـفى ينحصر
البخل بالنصح بخس الناس حقهم°°°بالقــــــول والفعـــــل إنه البطــر
شح بلفظ العطر طاب مقصــده °°°يكنه بخفـــــــاء يُحجـــب الخبــر
عن الحقيقة زواغ فيغمرهــــــا°°°ببردة الجهـل للأحــداث يحتقــــر
البخل داء وحمى الحرص تلفحه°°°خوفا النفوق بذاك الفقـرُ ينتـصر
وردت كلمتا البخل والشح في النص الشعري أعلاه ولا بد بادئ ذي بدء أن نبين الفرق بينهما.
البخل أن يبخل البخيل عن غيره من عائلة وأقرباء وأصدقاء ومحتاجين للعون والبذل،هذا البخيل بالمقابل لا يبخل على نفسه بل يعمل على تلبية كل ما تشتهيه وتنشده وعليه فبخله يشمل فقط محيطه ولا يلامس نفسه. بينما الشح يمارس الشحيح شحه على محيطه وكذا على نفسه،تراه متقمصا حالة الفقير المعدم في مأكله وملبسه ومسكنه، همه الوحيد هو التكاثر وحب التكاثر في المال وما يندرج تحت عنوان الثراء .
قال تعالى في حق هؤلاء: وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ للعسرى . الليل (8-10) في الآيتين بين تعالى أن البخيل يبخل من جهة ويطلب الغنى من جهة ثانية بدون جدوى ولا استفادة.
وقال تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [آل عمران: 180 .
وقال تعالى: الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ .الحديد: 24
وقال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .الحشر: 9 .
آيات أخرى في نفس المساق يمكن الرجوع إليها ودراسة آثارها
والاستفادة منها.ومنها الآيات:36ـ37و128 من سورة النساء والآيات75
إلى 77 من سورةالتوبة. أما في الحديث الشريف فقد كانت عديدة تبعا لأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وما حباه الله من فضل في الجانب المادي والمعنوي، ومن أقواله في البخل والشح: قال صلى الله عليه وسلم: «وإِيَّاكُمْ والشُّحَّ ، فإنَّهُ دعا من كان قبلَكُمْ فَسَفَكُوا دِماءَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَقَطَّعُوا أَرْحامَهُمْ، ودعا مَنْ كان قبلَكُمْ فَاسْتَحَلُّوا حُرُماتِهمْ». وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة بخيل ولا خب ولا خائن ولا سيئ الملكة» (حسنه الترمذي). وقال صلى الله عليه وسلم: «خصلتان لا يجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق»..العديد من الأحاديث الأخرى تحذر من الوقوع في مهلكة الشح والبخل يمكن الرجوع إليها في مصادرها.
وجاء في الأثر من أدب شعرا ونثرا وأقوال الحكماء والمفكرين العديد عن الشح والبخل ك:° المتكبر والبخيل مهما تكن مزاياهما، لا يستحقان الاهتمام. °الجبان يزعم أنه حذر، والبخيل يزعم أنه مقتصد. °اليد المضمومة لا تستطيع أن تصافح أحداً. °البخيل شخص يعيش طيلة حياته دون أن يتذوق طعم الحياة. °البخيل لماله، أما ماله فليس له. ومن ينفق الساعات في جمع ماله°°° مخافة فقر فالذي فعل الفقر كذا:انفق ولا تخش إقلالا فقد قسمت°°°بين العباد مع الآجال أرزاق لا ينـــــــفع البخل مع دنـــــيا مولية°°° ولا يضر مع الإقبــال إنفاق . وليس الشح والبخل فقط في الجانب المادي من مال ومتاع ولا في مستوى معين من البخلاء الأشحاء فقد يشمل الإنسان البسيط وكذا المسؤول الكبير، بل الشح والبخل الأشأم يشمل أيضا الجانب المعنوي والإنساني. البخيل في هذا المجال يضن بالنصيحة وبالإرشاد ، ويبخس الناس أشياءهم ، ويحاول التقليل من جهودهم ، متصيدا أخطاءهم محاولا حجب محاسنهم ، باخلًا بكلمة طيبة تؤنسهم وحتى التحية تدخل تحت طائلة البخل معهم، وغيرها كثير.نسأل الله العلي المستجيب القدير، أن يقينا شرالشح والبخل والتقتير.
أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.