الإنسان والكورونا (نشيد المواعظ والعبر،لمن طغى من بني البشر)
مع الحاحها نعزز بمقال ثان ونسال الله العافية.وأقول:
إنسان الضآلة طيــــــــــــن وماء°°°°طغى وتجبــر فاض المـــراء
وخــــــاض المساوئ مستــــكبرا°°°°وخالف دسـتور رب السمــاء
وخاط المكائد صـاغ الســـــــلاح°°°°أطاح النفوس بسفح الدمـــــاء
وفي كل يوم يـــــزداد عتـــــــوا°°°°وفي الأرض يسعى لها بالفناء
من الذرة حاول خلق الممـــــــاة°°°°سعى لاحتكار مجال السمـــاء
وفي باطن اليم حوت الحــــديد°°°°على ظهـــره كجبــــال شمــاء
ولله جنـــــــد يشيـــــر الكتــاب°°°°تجوب الأراضي تجاري الهواء
دقائق هي ومنها الفيــــــروس°°°°تضيق بهـــــا فاسحـات الأجواء
تقط الرؤوس تطيح النــــفوس°°°°لداعــــــي الفنـــــاء دُلوُّ الدلاء
وعندها وهـي أصـــغر خلــق°°°°يحـــــار الجبـار في ســر البلاء
الكورونا عتت وبالخوف أتت°°°°فهـل يأمل الطاغي أمـن الإيواء
حِصاف العقـــول إلى ربهــم °°°°العـودالجميل بفيـــــض الدعــاء
قال تعالى: أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (78) مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ۚ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا (79)سورة النساء
الرسول الكريم كان دائما يذكر بالموت ويحث على الاتعاظ به وبما بعده. المفكرون من جميع الاديان والملل والنحل ،اتفقوا على ان الموت حق، ولا مهرب منه.قال هوميروس على لسان هكتور بطل الطرواديين لما هم بتوديع زوجته والنزول لمبارزة آخيل بطل الإخائيين.قال: ثم نا داها وقد رام العجل°°°:لا يشق الأمر لا يعن الوجل°°° ليس موت قبل إدراك الأجل.
وقال زهير بن أبي سلمى:
وَمَنْ هَابَ أَسْـبَابَ المَنَايَا يَنَلْنَـهُ °°° وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّـمِ
الجبابرة قديما وحديثا نسو الموت، وعملوا على ممارسة الطغيان، وضنوا أنهــــم ما نعتهم قوتهم وجبروتهم من الله ،ولم يعلموا أن لله جنودا لا يرونها، وهي رغم دقتها وصغر حجمها يمكن تحدث الفناء.نتذكر فرعون وهامان وجنودهما، ونتذكر النمرود بن كنعان الذي فتكت به بعوضة بعد ان طغى وتجبر وحاجَّ إبراهيم عليه السلام، كذا هولاكوا وما جمع، وهتلر وموسيليني وتشاوسيسكو وفرانكوا ،وكثير من طغاتنا قديما وحديثا.هؤلاء يقفون عجزا وتسليما وقهرا أمام جنود الله.إنهم الطغاة الذين لم يروا في الكون الأجدر بالبقاء والسيادة والرفعة إلا هم، ويتصورون عن علم أو جهل أن بقية البشر هم القطيع الذي يسير حسب إرادتهم.أو يقع سحقهم إن أبدوا تململا.
ها نحن اليوم نرى الدول العظمى التي كانت الآمر الناهي للبشرية وكان اعتدادها غير محدود بما تملك من قوة وبأس ،هذه الدول اليوم تقف عاجزة على مواجهة جند الله الذي منه فيروس الكورونا الذي لا يرى ،هذا الفيروس الذي أحدث الرعب واصبح الرؤساء المعتدون بقوتهم وسطوتهم يلتجئون الى المخابئ والجحور، ويلزمون السجن والحضر، ويحيطون أنفسهم بحاشية ما دية ومعنوية وإنسانية خشية وخوفا وهلعا.وقد خاطبهم تعالي بما يفحمهم ويدينهم قائلا: وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (31) سورة الدثر (وما هي إلا ذكرى للبشر) صدق الله العظيم
بعد كل هذا الأ نقرُّ للكرونا بالفضل انها أشعرت هؤلاء بان قوتهم لا شيء أمام قوة القهار الجبار، ونسمع همسها المتوعد الموبخ لبني البشر:اعتبروا يا أولي الأبصار أحمد المقراني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.