المشْحَرَة
*******
كَمْ آفَـــةٍ حَلتْ وِشاحــــا تَفْتَرِي
...... أشْواكُهَـا تُدْمِي كَطلْحِ المَحْشَرِ
***
تُبْنَى المَشاحِرُ مِنْ عَجَاج مَتَاهَةٍ
...... وَالخَوْفُ مِنْ أحْشَائِهَا كَالمُنكَرِ
***
كَـمْ مِنْ ذِرَاعٍ كُسِّرَتْ أَقْلامُهَــــا
...... وَتَدَنَّتِ الأَلْبَــــابُ ذَيْلَ الأَعْصُرِ
***
وَاللَّيْـلُ أسْدَلَ ظِلَّـــــــهُ مُتَنَكِّرًا
...... فَأَبَى الخَفِيُّ تَجَــــاسُرَ المُتَجَبِّرِ
***
حَتَّى رَأَيْتُ الكُحْل مَدَّ رمـــــادَهُ
...... وَالنَّفْس تَرْفُلُ فِي غُبَـارٍ يَزْدَرِي
***
وَأجرُّ أذْيَــالَ الزَّمَـــانِ تَحَمُّلًا
...... مِنْ عِبْئِهَـا ضَنِيَ القَفَا كَــالمُقْفِرِ
***
وَعَلَى مَدَارِ العُمْرِ يَجْزَعُ خَاطِرِي
...... وَالقَلبُ مِنْهُ بِنَزْفِـــــهِ لَا يَعْتَرِي
***
أسَفِي عَلَى خَطْبٍ تَنَـــــاثَرَ سُمُّهُ
...... إنْ لم يكُنْ حَدَثًا فأمْــر المُبْصِرِ
***
وَكَــأنَّ نَافِخَهَــــا نقيٌّ فَوْحُــــهُ
...... وَالرِّيحُ تَسْرِي فِي قَنَاةِ المِنْخَرِ
***
لَابُدَّ لِلفَجْرِ البُـــزُوغ مِنَ الدُّجَى
...... فَابْصَمْ عَلَى يُمْنِ البَهَاءِ الأَوْفَرِ
***
يَطْفُو الضِّيَاءُ عَلى الرّيَاءِ عَدَالَةً
...... فَيُضِيءُ إِشْعَاعًا بِسَـــاط تَقَهْقُر
***
وَلرُبَّ جَائِحَــــةٍ رَبَتْ مُجْتاحَـةً
...... مِنهَــا الغِنَى عِبْقًـا كَريحِ العَنْبَرِ
***
وَإِذَا السَّكِينَـةُ أضْرَبَتْ أوْتَادَهَــا
...... تُسْقَى النُّفُـــوسُ وَتَرْفَهُ بِالكَوثَر
*****
محمد خالد الأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.