بمناسبة اليوم العالمي للاجئين يجدر بي أن أذكّر بمأساة اللاجئين الفلسطينيين التي مضى عليها سبعة عقود ولم تجد حلا عادلا ينصفهمم رغم أن كل القرارات الأممية كانت لصالحهم سبعون عاما من المآسي
والآلام وهم يكابدون ظلم الإحتلال وفاشيته ونازيته بسبب الإضطهاد والقهر والظلم والحرمان الذي
لحق بهم وأجبرهم على العيش في المخيمات التي أقيمت لهم خصيصا في الوطن وفي الأردن ولبنان وسوريا وقد بلغ عددهم ستة ملايين نسمة حسب آخر إحصاء لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة - الأونروا - وعدد المخيمات التي تأويهم 58 مخيما
يكابدون فيها شظف العيش وشقاوة الحياة وهي تفتقر لأبسط مقومات الحياة لطبيعة مبانيها المتهالكة والمتلاصقة وضيق أزقتها الموحلة وخلوها من المرافق العامة وانعدام البنية التحتية واللاجئون يعتمدون في حياتهم البائسة على وكالة الغوث التي تؤمن لهم العمل قدر المستطاع وتهتم بالتعليم والصحة وتقدم لهم التموين لسد رمقهم وهم صابرون يحلمون بالعودة التي طال انتظارها وقد صدر عن الجمعية العامة القرار رقم 194 لسنة 1948 الذي يؤكد على حق العودة للاجئين واسترجاع ممتلكاتهم وتعويضهم من دولة الإحتلال عما لحق بهم من أضرار وعن ممتلكاتهم التي تم الإنتفاع بها لكن إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل القرارات التي صدرت عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ولم تنفذها بل زادت الطين بلة عندما واصلت هدم البيوت ومصادرة الأراضي والممتلكات واقامة العوازل والجدر وفرض النظام العنصري وتمكين المستوطنين من تملك الأراضي المنزوعة من أصحابها بالقوة والعربدة وحرمان أصحابها من الوصول إليها والإنتفاع بها وبعد حرب حزيران
1967 واحتلال ما تبقى من فلسطين بسطت دولة الإحتلال نفوذها على الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وأخذت تمارس ضغوطها للتضييق على الفلسطينيين وطردهم وملاحقتهم وهدم بيوتهم
لأسباب غير مبررة ودفعهم إلى الهجرة القسرية خارج بلادهم
خاصة في القدس وضواحيها والعمل على ضمها وتغيير معالمها وتهويدها وتهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها وقد أصدرت القوانين الجائرة والمجحفة بحق السكان العرب أصحاب الأرض الشرعيين لتقييد حرياتهم وشرعنة جرائمها وقد سمحت للمستوطنين المستجلبين ليحلوا مكانهم لفرض الأمر الواقع لاستكمال مخططاتها ومشاريعها الجهنمية الإحتلالية الإحلالية والمخالفة للقوانين والشرائع الدولية وها هي أمريكيا تسعى إلى إلى إضعاف وإنهاء عمل وكالة الغوث بقطع المساعدات
عنها لتمرير صفقة القرن التي تشطب قضية اللاجئين والقدس وتعمل
على تصفية القضية الفلسطينية والتي ولدت ميتة ولن تمر وقد رفضها الفلسطينيون جملة وتفصيلا لتجاهلها حقوق الفلسطينيين الغير قابلة للتصرف ولا تحقق السلام الدائم والعادل والشامل وخيار الدولتين وفي ذلك تحد سافر لقرارات الشرعية الدولية والإنحياز الكامل لإسرائيل وأمام هذه الهجمة المنكرة على العالم أن يتحمل مسؤولياته تجاه
اللاجئين الفلسطينيين والعمل على تنفيذ القرارات الصادرة بحقهم
وعلى الفلسطينيين الإسراع بإنهاء الإنقسام وتحقيق المصالحة وتوحيد الصفوف وتصليب المواقف والتمسك بالحقوق الوطنية الثابتة إستعدادا لمواجهة الأخطبوط الأمريكي وقطع أذرعه وإفشال صفقته المسخ التي يسوق لها لتمريرها مستعملا العصا والجزرة ومنع النفوس المريضة من التعاطي معها فحق العودة لا عودة عنه قال الشاعر أحمد مطر
هرم الناس وكانوا يرضعون
عندما قال المغني عائدون
يا فلسطين وما زال المغني يتغنى
وملايين اللحون
واليتامى من يتامى يولدون
بقلم : عبد الخالق الفرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.