أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الأحد، 24 يونيو 2018

رسائل العز والتاريخ المشرق بقلم د. صالح العطوان الحيالي

عندما كنا امة تهابها الامم " رسائل العز والتاريخ المشرق "
ــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي 19-6-2018
كنا أمة عظيمة يوم التزم المسلمون بدينهم وطبقوا تعاليم الشريعة الغراء بكل إذعان وتفاني ...حتى قال فيهم الله تعالى :"كنتم خير أمة أخرجت للناس "...
عندما كنا أمة عظيمة كنا نقف أمام العالم بكل عزة وفخروتباهي وثقة بديننا وآدابنا وتعاليمنا وقيمنا وعلمنا وثقافتنا حتى تصدرنا الريادة والحضارة فكانت العصور الذهبية ...لكننا اليوم وقد ابتعدنا عن ديننا وضيعنا أصول القيم والأخلاق ،وضيعنا الأمانة المنوطة على عاتقنا ،انتشر فينا الجهل بعد علم،وغابت فينا المكارم والفضائل وعوضناها رذائل ...وفلا عجب ان اختلطت الأمور ...القيم ذهبت مع من ذهبوا ...فهل نستسلم؟ لا...مع ذلك علينا رغم ما أصبحنا عليه أن نعيد مجدنا ،لابد لفتيل الأمل أن يضيئ بقليل من الاصرار وحسن الظن بالله تعالى...لنعود كما كنا خير أمة وخير خلف لخير سلف...فليعرف ناشئتنا ما وصل إليه أجدادنا من عظمة ورقي وتقدم وازدهار عسى يكون ذلك شرارة النهوض من جديد
تبادل الحكام والأمراء المسلمون على مر التاريخ الإسلامي مع أعدائهم أو أصدقائهم من الملوك الأجانب رسائل كثيرة، منها رسائل اشتهرت وذاع صيتها حتى صارت مثلا يضرب في العزة والتاريخ المشرق،على عكس رسائل اليوم التي لا يوجد فيها سوى التنديد والاستنكار وضاعت حقوق الامة وإليكم أبرز الرسائل كما وردت في كتب التاريخ الإسلامي.
من خالد بن الوليد إلى ملوك فارس:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
«أما بعد فالحمد لله الذي حلّ نظامكم، ووهن كيدكم، وفرّق كلمتكم، وأوهن بأسكم، وسلب أموالكم، وأزال عزّكم، فإذا أتاكم كتابي، فأسلموا، تسلموا، أو اعتقدوا منا الذمّة، وأجيبوا إلى الجزية، وإلاّ والله الذي لا إله إلا هو لأسيرنّ إليكم بقوم يحبّون الموت كما تحبّون الحياة، ويرغبون في الآخرة كما ترغبون في الدُّنيا». تاريخ ابن جرير الطبري
رسالة بين معاوية بن أبي سفيان، وملك الروم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
من قيصر الروم لمعاوية: «علمنا بما وقع بينكم وبين على بن أبي طالب، وإنّا لنرى أنكم أحق منه بالخلافة، فلو أمرتني أرسلت لك جيشاً يأتون إليك برأس علي»
وردّ معاوية على هرقل، قائلًا: «أخّان وتشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما، إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وآخره عندي يأتونني برأسك أُقدِّمه لعلي».
كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير.
رسالة نقفور إلى الرشيد ورده عليها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرُّخِّ، وأقامت نفسها مكان البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنتَ حقيقًا بحمل أضعافها إليها، لكنَّ ذلك ضعفُ النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي هذا فاردد ما حصل لك من أموالها، وَافْتَدِ نفسك بما تقع به المصادرة لك، وإلاَّ فالسيف بيننا وبينك».
فلما قرأ «الرشيد» الكتاب استفزَّه الغضب، حتى لم يقدر أحدٌ أن ينظر إليه دون أن يخاطبه، وتفرَّق جلساؤه، فدعا بدواة، وكتب على ظهر الكتاب: «بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم؛ قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، والسلام».
وخرج «هارون» بنفسه في 187 هـ 803م، حتى وصل هرقلة وهي مدينة بالقرب من القسطنطينية، واضطر «نقفور» إلى الصلح والموادعة، وحمل مال الجزية إلى الخليفة كما كانت تفعل «إيريني» من قبل، ولكنه نقض المعاهدة بعد عودة الرشيد، فعاد «الرشيد» إلى قتاله في 188هـ 804م، وهزمه هزيمة منكرة، وقتل من جيشه أربعون ألفا، وجُرح «نقفور». «البداية والنهاية» لابن كثير.
رسالة المعتصم إلى ملك الروم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبدأ القصة بامرأة مسلمة ظلمت في بلاد الروم فنادت «وا معتصماه» فاستجاب لها المعتصم وأرسل جيشا إلى عمورية، فأرسل تيودور إمبراطور الروم إلى المعتصم رسالة يهدده فيها، وقال المعتصم للكاتب أكتب: «بسم الله الرحمن الرحيم، أمَّا بَعْدُ؛ فقد قرأتُ كتابكَ، وسمعتُ خطابكَ، والجواب ما ترى لا ما تسمع، {وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ}»، ثم زحف عليهم وكان فتح عمورية في سنة 838م.

بعث ريتشارد قلب الأسد برسالة إلى صلاح الدين الأيوبي جاء فيها:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«من ريكاردوس قلب الأسد ملك الإنجليز إلى صلاح الدين الأيوبي ملك العرب
أيها المَولَى.. "حامل خطابي هذا بطل باسل صنديد، لاقى أبطالكم في ميادين الوغى، وأبلى في القتال البلاء الحسن، وقد وقعت أخته أسيرة، فقد كانت تدعى (ماري) وصار اسمها (ثريا)، وأن لملك الإنجليز رجاء يتقدم به إلى ملك العرب وهو: إما أن تُعيدوا إلى الأخ أخته، وإما أن تحتفظوا به أسيراً معها، لا تفرِّقوا بينهما ولا تحكموا على عصفور أن يعيش بعيداً عن أليفه، وفيما أنا بانتظار قراركم بهذا الشأن، أذكِّركم بقول الخليفة عمر بن الخطاب ـ وقد سمعته من صديقي الأمير حارث ـ وهو: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟».
فردَّ عليه صلاح الدين على رسالة ريتشارد..
من السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى ريكاردوس ملك الإنجليز
أيها الملك: «صافحتُ البطل الباسل الذي أوفدتموه رسولاً إليّ، فليحمل إليكم المصافحة مما عرف قدركم في ميادين الكفاح.وإني لأحب أن تعلموا بأنني لم أحتفظ بالأخ أسيراً مع أخته؛ لأننا لا نُبقي في بيوتنا سوى أسلاب المعارك، لقد أعدنا للأخ أخته. وإذا ما عمل صلاح الدين بقول عمر بن الخطاب، فلكي يعمل ريكاردوس بقولٍ عندكم: (أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله)، فرُدَّ أيها الملك الأرضَ التي اعتصبتَها إلى أصحابها، عملا بوصية السيد المسيح عليه السلام». كتاب العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى، للمؤرخ الإنجليزي جون داونبورت.
بعث جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد برسالة إلى السلطان الأموي هشام الثالث في الأندلس،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ جاء فيها: «إلى صاحب العظمة / خليفة المسلمين / هشام الثالث الجليل المقام ....
من جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد ...
بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل... لتكون بداية حسنة لاقتفاء أثركم، لنشر العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة، وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة (دوبانت) على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش، والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وفي حماية الحاشية الكريمة، وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص».
من خادمكم المطيع ...جورج الثاني .. كتاب تاريخ سوريا، للكاتب السوري نادر العطار
الحاجب المنصور
ـــــــــــــــــــــــــ الحاجب المنصور من أبطال المسلمين، حكم الأندلس من 978 إلى 1002 ولم تهزم له راية قط حتى يوم توفي في مدينة سليم وهو في الجهاد، ووقعت له قصة عجيبة مع «البشكنج» وهم ساكنو حدود فرنسا وإليكم القصة: «زار الحاجب المنصور بلاد البشكنس فدخل في أعماق بلادهم وأصبح وراء الجبال وفي أثناء عودته سالماً غانماً وقفعل الأفاعيل في أرضهم وأملاكهم كان القوط النصارى قد تجمعوا في مضيق ضيق جداً وحازوا على أطراف وهيئوا سبلاً كثيرة لمنع الحاجب وجنوده من عبوره، ومن أصعب المواجهات مواجهة عدو تمكن بممر إجباري، فلم يقتحم المنصور بجنده ولم يقاتل بل اختار مدينة قريبة من ذلك المكان فنزلها ووزع جنوده في أرجائها يعملون ويحرثون ويبيعون ويشترون ويقومون بكل متطلبات الحياة فيها وبعث الحاجب الجند سرايا يميناً وشمالاً يقتلون ويأسرون ويغنمون حتى ضج القوط من غاراتهم وأرسلوا إليه أن أعبر المضيق أنت وجنودك إلا أن المنصور رفض قائلاً: «لقد طابت لنا المعيشة هنا وإن هذه البلاد جميلة يطيب سكناها وسأبقى إلى السنة القادمة لأغزوا في الصيف القادم إن شاء الله تعالى، وكان جنده يأتون بقتلى النصارى القوط ومن القرى فيلقون بهم أمام الوادي حتى ضج سكان المنطقة إلى الذين في الوادي أن دعوه يعبر فأرسلوا إلى المنصور الذي قبل لكن بشرطين: 
1- أن يحمل النصارى ما معه من الغنائم على دوابهم ويمشون أمامه 
2- أن يقوم النصارى بإزالة الجثث التي ألقاها جنوده في فم الوادي، رضي القوط بذلك تخلصاً منه، وذلك هو العزم والحزم من المنصور رحمة الله تعالى».
كتاب «البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب» للمؤرخ الأندلسي ابن عذاري.
رسالة الخليفة العثماني سليمان القانوني إلى ملك فرنسا، فرانسوا الأول عندما استنجد به
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
«بعناية حضرة عزة الله جّلت قدرته وعلت كلمته، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرة البركات، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وجميع أولياء الله، أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أنا متوج الملوك ظلّ الله في الأرضين، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّي وقرمان الروم، وولاية ذي القدرية، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر.
أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد
إلى فرنسيس ملك ولاية فرنسا .
وصل إلى أعتاب ملجأ السلاطين المكتوب الذي أرسلتموه مع تابعكم (فرانقبان)، وأعلمنا أن عدوكم أستولى على بلادكم، وأنكم الآن محبوسون، وتستدعون من هذا الجانب مدد العناية بخصوص خلاصكم، وكل ما قلتموه عرض على أعتاب سرير سدتنا الملوكانية، وأحاط به علمي الشريف على وجه التفصيل، فصار بتمامه معلوما، فلا عجب من حبس الملوك وضيقهم، فكن منشرح الصدر، ولا تكن مشغول الخاطر، فإننا فاتحون البلاد الصعبة والقلاع المحصنّة وهازمون أعدائنا، وإن خيولنا ليلا ونهارا مسروجة، وسيوفنا مسلولة، فالحقّ سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته، وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور، فليكن معلومكم هذا».
د. صالح العطوان الحيالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.