غربة قلم ..
...
ذالك القلم الماسك ببعض الخيوط الشاردة . يحاول أن يعكس ضوء الأطياف التي تتسلق زمنها المبحوح .من زمان أوقف مداده الشهي لألفة الجدارن . انبرى في غطيط أشواق يتهجى بحرف ينبوعه الأزلي .
لا يزال مطاوعا لانسيابية حزن يعيش بين جوقات الهواء .
مرة سألته عن سلوك شخوص نبتوا من وهجه المفدى . فأجابني أنهم جميعهم متوافقون على سراب واحد يحتجزون قلوبهم للحن انتظار يشرب الصدى من أنين تأصل بالدوران . وبأعجوبة التغلغل في جوف حكاية تمخضت عنها قصة تهيج ماء يغلي على هامش تمرد بفعل ازدحام مباغت للتنفس .
القلم المسكون بجبل الفهم اللعين . ينتحل الصفات المشينة لسؤال التريث . ومن نافذة تلك القصة الأولى قفزت أطياف الشخوص لتبني بيت عنكبوت رواية مثبة في ركن الزوايا الشيقة بعتماتها . الناطقة بلسان متقطع طاله مقص مصقول الكبت . فبقيت تلك الرواية مشرحة أفكار تعرض صوابها الرمادي . كما تفكك أصداف التفاصيل جزيئات تختزن الشعور المبلل .
سألت القلم الفارس عن بلابل الشعر هل تعيش حكايتها بنفس الضجيج . أجابني القلم : أن الشعر بات مغرورا بأقماره المندفعة فتقطعت به أسباب الخيال القديم . وأن ليلى وسلمى وفاطمة احتجبن في كهف الدلال . ومن حرقة الشوق عبثت بخواطرهن أحلام زيف تمطر الوجوم . فلم تعطف عليهن مواعيد تلك الفراشات القديمة الرابضة على صقيع الإحساس .
حينها أدركت أن القلم الغريب عراف ماهر يبهر عين الغموض بمداده المرتعش يسكب اللحن لمن عاش .
محمد محجوبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.