طباق :
هي تحب المجهول ...
هي تصعد معي عتبات المساء
هي روحا تملأ العقول ...
وتردد معي كلمات السماء
تصفو روحها بكأس الشراب الأحمر
وتشدو على ايقاع صمتي وظلها الأشقر
لا التفت لنداء خطاها
فالمكان كله بريد لعيناها
قالت لي أن الليل غريزة الساهرين
وتقابلنا في أفق نجمة ضلت الطريق
لمنفاها في الظلام
اه يا دمعة الظلمة ...
والبريق سحر عيناها في الكلام
تولد بأنفاسي أنفاسها
وتبعث بأشواقي أشواقها
والآلآمي تخف في أوجاعها
لا تموت ولا تحيا ...
وتبقى كموجة تدفع روحي
بريح البحار والأشعار
تحرقني وتغرقني ...
وتأخذني وترجعني
وأنا في نفس المكان عابر سبيل ...
لا أرحل ولا ترحل ...
ويرجعنا الرحيل لأول الرحيل
لا ألتفت لكلامها وأنا كلامها
واحتفل بليل نهارها في خشوع صلاتها
تحملني في عيونها فلا أبصر سواها
تجمعني في دموعها فلا أحزن في غيابها
اكتملنا في السراب ...
وخطى التراب تودع التراب
اكتملنا في السحاب ...
والمطر أزرق العينين يؤمي بالعذاب
واشتعلنا في الرماد لنضيء منازل الغياب
أحبك لأبصر قلبي الميتم
أحبك لأكبر وانهض من عذابي الملثم
وأرحل في الحلم لأبقى في روحك أحلم
واكتب لغة للياسمين في عبير فاهك المعطر
واقرأ شعرا للعاشقين في سنا ظلك الأخضر
أحبك يا حلمي في وطن الغرباء
الأرض منفانا والليل قبلة للرجاء
والسماء رؤانا والنجوم عيون الشعراء
علت أرواحنا سقف الأمل ...
واتسع الليل فينا لنحب القدر
وأشعارنا ظلا لهجير أنفاسنا في الغزل ...
وافراحنا تهوي وتصعد مع المطر
ستبقى الصورة خضراء ...
وربيعها فضي
وستبقى الشقراء حسناء ...
تنتظرني في صوتي
أقول فتقول ...
وأصمت لتقول
ونمضي سويا في أحزاننا سعيدين
نهنىء المكان بولادة قصيدتين
ونهنىء الزمان بروح شاعرين
أنفاسك وروحي في ليل عاشقين
انتظري أو لا تنتظري ...
سيبقى المكان فيكي وستبقين ...
في المكان رؤى لعيوني في عينيكي
وبصري يصوب قلبي فيكي ...
ويحملك على حصان السنين
وكل أزماني انتي ...
يا مدينة الروح في لقاء الغائبين
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.