( ولِلشِتاءِ ورود )
لَيسَ الشِتاء ... سُحُباً وتُقصَفُ مِنها الرُعود
بَل تُزهِرُ في الشِتاء ... خَمائِلاً وورود
بالرُغمِ من تَلَبٌُدِ أجوائِهِ فَوقَ الهِضابِ والنُجود
وَتِلكُمُ الأنواء ... تَعصِفُ بالوُجود
والبَرقُُ في آفاقِهِ يَخطِفُ الأبصار
عَواصِفُُ ودَمار
بَردُُ شَديد ... والزَمهَريرُ مَديد
وَهِرٌَةُُ تَموء في بَعضِ الجِوار
بَردُُ شَديد ... والزَمهَريرُُ عَنيد
ولا تَزال ... تَنبُتُ في الشِتاءِ بَراعِمُ الأزهار
رُغمَ الجَليد ... والجَوٌُ في كَآبَتِهِ يستَزيد
رُغمَ الظَلامِ الحالِكُِ ... في لَيلِنا هذا البَليد
فالورودُ لَم تَزَل تَنشُرُ عِطرها في الوَريد
تُجَدٌِدُ لِلحَياةِ لَحنَها والنَشيد
فالحَياةُ لا تَموتُ في الشِتاء
يَشوقُها دِفئُ البَقاء ... وذلِكَ التَجديد
وغادَتي سارَت إلى جانِبي ... يَشوقها التَنهيد
بادَرَتني بالسُؤال ... يا لَلسُؤالِ الفَريد
هَل تَرغَبُ في الشِتاء ... ولَيلِهِ ذاكَ المَديد ؟
وتَرغَبُ بالشِتاء ... بَدَلاً عنِ الربيع ... بَل تُريد ؟
كَيفَ نَحتَفِلُ في هذِهِ الأنواء ... والجَليدُ يَزيد؟
يا لَكَ من شاعِرٍ تُفَلسِفُ الأشياءَ
كالفَتى الجامِحِ الشَريد
أجَبتُها ... وهَل يَسوؤكِ بَردُ الشِتاء ... إذ يَزيد ؟!!!
أم أنٌَكِ تَستَأنِسين ... ويُشعِلُ روحَكِ ذاكَ الحَنين ... ؟
في بَردِهِ تَنشَطين ... وفي الخَيالِ توغِلين
في الشِتاء ... عِندَ الهُطول ... إذا رَغِبتِ تُزهِرين
فالشُعورُ بالحَياة ... لا يَزول مُطلَقاً عِندَ الهُطول
لَعَلٌَكِ تُدرِكين ؟ هَل تُدرِكين ؟؟؟
فالبَهجَةُ في قَلبِنا ... في نَبضَةِ الشَرَيان
عِندَ الهُطول ... يا غادَتي يَحلو النَشيد
قالَت ... يا فارِسي زِدنِ ... هَل تَزيد ؟
أجَبتها ... في البَيتِ مِدفَأةُُ من حَديد
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.