**وجهها وزجاجة النبيذ المعتقة**
وحيدٌ في الليل، أعاني الظلمة حيث تحجب الغيوم الداكنة ضوء القمر، جالسٌ في الخارج داخل كوخٍ قديم، على مقعدٍ خشبي بين أحضان حديقة منزلي الكلاسيكي، هادئٌ ومسترخٍ أستمعُ إلى موسيقاي المفضلة، وعلى المنضدة المُرصعة بمنحوتاتٍ خشبيةٍ، ورقة بيضاء قديمة وريشة ومحبرة وشمعة تنير العتمة، على زاويتها زجاجة من النبيذ المعتق ويجاورها كأس فاخر، أضع قطعةً مثلجةً في قعر كأسي الفارغ، أملؤه بالكحول حتى منتصفه، أبحثُ في جوالي اللعين عن صورة تلك الفتاة الاستثنائية وأتأملها، بعد رشفة الكحول السابعة، تعكس الشمعة خيال وجهها على جدار الكوخ، أرسم في عقلي خاطرة وأنثرها كقصيدة غزلية، ومن ثم أنقشُها بيديّ المجهدتين على الورقة المريضة، يعزفُ المطر الغزير في الخارج ألحان تتراقص معه أفكاري، تشيب وتذيب الشمعة وتفقد شبابها وألقها وتغادرني، تقرع أجراس الكنيسة القريبة معلنة ثملي وهذياني، وأغفو بهفوة تأخذني إلى سهوة الأحلام، يقتحم شعاع الشمس شقوق الكوخ، لأصحو منتشياً دون أن أعلم سبب ثملي، أكانت صورتها أم ذلك القدح الكحولي!!.
مصطفى جميل شقرة✒✍
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.