اللسان فتان
صاغ العرب من الألفاظ مآكـــــــــــل
ليت الخطب يترجمــــــها القـــــائــــل
يبلى اللبيب بطيــــــــــش الجاهـــــــل
و شرع الحافــــي بقذف الناعـــــــــل
من يرى الدنيا في كفـــة السافــــــــل
فإن نقيق الضفدع كتغريد البلابــــــل
كم من عالــــم خانته المحافـــــــــــل
و الأبله بين الذهب و النحاس يفاضل
سمع الأصـــــم بهتــان المغــــــازل
و زخرف الشيطان بشاعة الرذائـــل
فأحتضنها الأواخــر قبل الأوائـــــل
و شيّع الحي على أكتاف المهـــازل
غمرت البهجـــة المجهول القاتــــل
و ضاعت الغلة من خراب السنابل
حصاد البور لا يتطلب المناجـــل
يا لها من تجارة بخسارة في المقابل
ما بال ناس في حلف الشيطان تناضل
و تناطحت الأخبار بين أعراب القبائل
من زل على المسار فالعمر زائل
و قلب الأرض مشحون بالزلازل
الرخو أقسى من ضرب المعاول
و من خانه العنيد يكبله بالسلاسل
ضع نتانة الأفواه في المزابــــــل
فقد زهقت أرواح من كلمة الباطل
الشرف تاج فلا يخذله التجـــــادل
و الوحدة عاج فلا تمزج بالقلاقـل
فالحرف المنحرف كصدى القنابل
و الصمت حكمة لتحليل المسائــل
صقل إبليس فم اللسان الذابــــــل
فأختلط المرح مع طمع الجعائـل
الصعلكة تهدد سلامة القوافـــــــل
و الفبركة لدعم إبليس في التناسل
المفتخر بزمهرير الألفاظ المخايل
ستفيض الأنهار من دموع الجداول
للناس رب لا تخفى عنه الدلائـــــل
و لن يفتن حكيــــم بخبــــر عاجــل
مطبوخ في أوساخ لئيم متنــــــــازل
كلامي للعربان في زمن التآكـــــــل
بقلم : لشهب حسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.