أيقونة الغروب :
وداعا لوقتنا الذي مر على شرفات التلال
وداعا لحلمنا الذي فر من ساعات الظلال
ووداعا للشمس حين تغيب في شبقا وفي جمال
وحين ترجع خلف البحور
وتترك الصخور والسطور في سجال
مساءا انيق يحلو فيه الحل والترحال
مساءا يأخذنا من نفسنا لنفسنا في عالم الخيال
وهذا البحر ديوان المتأملين
وهذا البحر حكاية القائلين
زرقاوي المشاعر واحادي الشاعر
رمادي الضمائر اذا ذهبنا ...
ذهب وبقي ولا يغادر أرض المهاجر
يبقى في الإنتظار
حليم وحكيم حتى في الحصار
عازف ومغني وراوي ولا أوتار
أوديسي الرحلات وعفوي اللحظات
تتبدل مشاعرنا في ساعاته
وتتجول غرائزنا في حركاته
وتتوه خطانا ورؤانا في زرقائه
وقت ازمانة قبل ميعاد الغائبين
وبدات امواجه قبل ميلاد الحاضرين
كم من غازي وراكب صعد عبابه
وكم من منادي ومحارب صار بجواره
وكم من معادي ومراكب دفعت امواجه
يعانقنا على مد البصر والسماء مفتوحه
يعاركنا في حضور القمر والمساء ايقونة
ويراوضنا في سبل السفر والماء مقرؤة
هو الفاصل بين جسد بلد وبلد وبلد
هو الماثل في زبد وهوية الأبد حتى الأبد
هو معسكر الألوان في خيام الطيف
هو جوهر المكان في كلام السيف
هو فطام الروح عن حب الرحيل
وسلام الجروح في قلب القتيل
هو ختام الأرض خلف الارض البعيدة
هو ولادة الجزر حين تموت الجزر الكبيرة
هو سعادة الفارين من حروب الأبادة
هو نهاية الغازيين في دروب الرواية
وبداية الساعيين في ترميم القلوب للهداية
كان وحده يراقب الشمس في المغيب
كان وحده يخاطب الأرض ولا حبيب...
والأرض حبيب
كان وحده تحت صدر السماء
ينادي بالماء على الماء ويصغي الفضاء
مليون عام وعام والكلام في فاهه كلام
مليون عام وعام يشرع حسام الحرب من أجل السلام
مليون عام وصباحات المدن الصغيرة تفتح على هديره
مليون عام وحركات السفن تتبع مسيره في مسيره
ألوف البشر صعدت ومشت في هذا البحر
سيوف القدر طرقت واستقرت في ذاك البحر
ضيوف المطر استوطنت وتغربت في تلك البحر
بحرا عن يمائننا وفينا...
بحرا عن شمائلنا يقرأنا ويحكينا
بحرا في سواعدنا يحملنا ويأخذنا ويلقينا
بحرا نشتهيه ويشتهينا في أغانينا ومعانينا
يعانق الشمس والنجوم والسماء العريضة
بارق في الغيوم والماء منذ خلق الخليقة
يؤمي لي بهذه القصيدة قبل نظم القصيدة
كنا صغار ولم يكبر... صرنا رجال ولم يكبر
لكن صوت امواجه اختلف من زمان وزمان
كان في الماضي ينادينا وصرنا في الحاضر نناديه
كان رواي ويحكينا صرنا في المشاعر نقرأه ونشتهيه
وكان كان على غير ما كنا في عمرنا
واليوم بحرا فيه كل صور موتنا ووقتنا
وفيه أشرق فجر الخيال
وفيه أمسى عصر الجمال
والشمس توزع الألوان ...
وتودع المكان
كنا وكان ...
ومازال البحر فينا لغز وسائل وسؤال
ومازال عنوان لكل زمان
ومن روح موجه انطلقت الأزمان
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
مساء الغروب على أجمل قلوب
وداعا لوقتنا الذي مر على شرفات التلال
وداعا لحلمنا الذي فر من ساعات الظلال
ووداعا للشمس حين تغيب في شبقا وفي جمال
وحين ترجع خلف البحور
وتترك الصخور والسطور في سجال
مساءا انيق يحلو فيه الحل والترحال
مساءا يأخذنا من نفسنا لنفسنا في عالم الخيال
وهذا البحر ديوان المتأملين
وهذا البحر حكاية القائلين
زرقاوي المشاعر واحادي الشاعر
رمادي الضمائر اذا ذهبنا ...
ذهب وبقي ولا يغادر أرض المهاجر
يبقى في الإنتظار
حليم وحكيم حتى في الحصار
عازف ومغني وراوي ولا أوتار
أوديسي الرحلات وعفوي اللحظات
تتبدل مشاعرنا في ساعاته
وتتجول غرائزنا في حركاته
وتتوه خطانا ورؤانا في زرقائه
وقت ازمانة قبل ميعاد الغائبين
وبدات امواجه قبل ميلاد الحاضرين
كم من غازي وراكب صعد عبابه
وكم من منادي ومحارب صار بجواره
وكم من معادي ومراكب دفعت امواجه
يعانقنا على مد البصر والسماء مفتوحه
يعاركنا في حضور القمر والمساء ايقونة
ويراوضنا في سبل السفر والماء مقرؤة
هو الفاصل بين جسد بلد وبلد وبلد
هو الماثل في زبد وهوية الأبد حتى الأبد
هو معسكر الألوان في خيام الطيف
هو جوهر المكان في كلام السيف
هو فطام الروح عن حب الرحيل
وسلام الجروح في قلب القتيل
هو ختام الأرض خلف الارض البعيدة
هو ولادة الجزر حين تموت الجزر الكبيرة
هو سعادة الفارين من حروب الأبادة
هو نهاية الغازيين في دروب الرواية
وبداية الساعيين في ترميم القلوب للهداية
كان وحده يراقب الشمس في المغيب
كان وحده يخاطب الأرض ولا حبيب...
والأرض حبيب
كان وحده تحت صدر السماء
ينادي بالماء على الماء ويصغي الفضاء
مليون عام وعام والكلام في فاهه كلام
مليون عام وعام يشرع حسام الحرب من أجل السلام
مليون عام وصباحات المدن الصغيرة تفتح على هديره
مليون عام وحركات السفن تتبع مسيره في مسيره
ألوف البشر صعدت ومشت في هذا البحر
سيوف القدر طرقت واستقرت في ذاك البحر
ضيوف المطر استوطنت وتغربت في تلك البحر
بحرا عن يمائننا وفينا...
بحرا عن شمائلنا يقرأنا ويحكينا
بحرا في سواعدنا يحملنا ويأخذنا ويلقينا
بحرا نشتهيه ويشتهينا في أغانينا ومعانينا
يعانق الشمس والنجوم والسماء العريضة
بارق في الغيوم والماء منذ خلق الخليقة
يؤمي لي بهذه القصيدة قبل نظم القصيدة
كنا صغار ولم يكبر... صرنا رجال ولم يكبر
لكن صوت امواجه اختلف من زمان وزمان
كان في الماضي ينادينا وصرنا في الحاضر نناديه
كان رواي ويحكينا صرنا في المشاعر نقرأه ونشتهيه
وكان كان على غير ما كنا في عمرنا
واليوم بحرا فيه كل صور موتنا ووقتنا
وفيه أشرق فجر الخيال
وفيه أمسى عصر الجمال
والشمس توزع الألوان ...
وتودع المكان
كنا وكان ...
ومازال البحر فينا لغز وسائل وسؤال
ومازال عنوان لكل زمان
ومن روح موجه انطلقت الأزمان
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
مساء الغروب على أجمل قلوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.