أهم الاخبار

مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات رئيسة مجلس الادارة الأستاذه نداء الرؤح )

الأربعاء، 25 مارس 2020

مرايا الربيع بقلم. أ.غسان حمدي


مرايا الربيع :
فلنسترح من الموت قليلا لتنهض الأموات 
ولنتبتعد بالشوق قريبا لتنهض الأرض من الرفات 
ونصنع للربيع أغنية على أنغام الفراشات 
حكايتنا في السماء قمحية في كلام الأوقات 
وعلى شرفات الأرض إلتقينا وعشقنا الكلمات 
تلاشت نجوم الليل في حكمة وفي ثبات 
لم نك أغراب ولم نك...
نبحث في المعنى عن سراب 
زهورا تتفتح في الغياب 
وقبورا تبنى في تراب الأغراب 
كبرت سنين الماضي وبلغ الحنين ذروته 
وكبرت غصون المعاني ورق الفؤاد في خلوته 
شجيرات تملأ السراب اخضرارا 
وأوقات تبدا بالتراب ومن التراب 
وتنحني اجلالا ووقارا 
إنه الربيع مأدبة الصيف بكل شهواته 
ومآذنة الجمال والطيف يوزع ألوانه 
ويقص للفضاء حكايته بسماء زرقائه 
إنه الربيع نشوة الفراشات ...
وقبلة الروح في جسد الجميلات 
لون الصباح وانبلاج الفضاء 
رطب الرياح ونشوة الشعراء 
مسك الماء وخضرة الضياء 
وهدوء العاصفة بكف السماء 
لغة الطيور وشدو المكان في بساتين الأمل 
لغة السطور ووحي الزمان في دواوين الغزل 
توبة من الصقيع والبرد وهجرة الطرقات 
وذكرى للربيع والورد وفكرة الأغنيات 
نشيد بين هدنة وثورة بصوت الزهور 
وريد في قبلة وبسمة بصمت الطيور 
يأخذنا من عبث الفصول وضجيجها 
لفوضى الجمال واللقاء بعد رحيلها 
من وقت إلى وقت تتحد الأوقات فيه 
ومن صوت إلى صوت تنفرد الأصوات في أغانيه 
وفي كل صمت يحاكيه ...ينعقد الموت في ضواحيه 
وكأنه الحياة كلها ..وكأنه كل الفصول 
رقة الماء ونسيم دافىء وبارد في صدر السماء 
خضرة في الضياء وزرقاء الأرض في مرايا الفضاء 
أبسطة خضراء وزهورا بيضاء وصفراء وخضراء ...
تسر الناظرين وتطلق العنان لوحي المتأملين 
هدوء في تقلباس النفوس ...
وكأنه عروس ...
تبدل ثيابها ليلة زفافها 
عذراء بيضاء وبهية في ليلها وصباحها 
والعاشق يرتقب خطواتها ...
ويتمرى بجمال ألوانها 
كل قبلة في الصباح ولادة للورود 
وكل زهرة في الرياح تفوح بعبق الخلود 
للربيع روح لا تموت وإن تأخرت سكراتها 
للربيع صروح من الجمال في فجر اشراقها 
وللربيع لغة في فاه أقدارها وألحانها 
وللربيع أزمان أطول من أوقات أوقاتها 
وسلاما على كل زهرة تألمت في قيامها 
وسلاما على كل وردة تجزرت في نمائها 
وسلاما على الأرض والسماء في دورانها 
والسلام على كل المحبين ...
والسلام على كل أرواحها 
صعدت بالأمل وعادت ...
للأرض بخير اقدارها 
وبجمال أوقاتها ...
وتفتح للحياة بعد مماتها 
والربيع قبلة بقائها 
وقبلة لقائها 
بقلمي ...
أ.غسان حمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.