لما ألقاك........أحمد المقراني

لما ألقاك

ذاك لما غبت عني

غبت يوما يا مرادي عنَّ لي أن غبت دهرا

لا تلم ضعفي فـــــإني

يا مآلي وآمالي إن في الغياب آلاما و قهـرا

أدن منـــــي فالتـــمني

يا حبيبي لا نعاسا بات ليلي تذكـــارا وفكرا

عندما أغفو يــزرني

طيفك النور أراه في الربى زهــرا ونهــرا

ليت ذا الطيف احتضنّي

ألقاك فأشكوك إليك من نوى سرا وجهرا

ذاك غايــات التمني

لما عيناي ترى طيــــــفك المحبوب قمرا

أنت إنشادي وفني

أنت نغم أزلي صاغه الإحســـــاس شعــرا

هو إحساسي يغني

هو رؤياك يصوغ من شغاف القلب شعرا

أنت أنغامي ولحني

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

وأراك أترجل من على ظهر جوادي وأنادي:

أدن بالإحساس مني

يا سناء جلىّ أركــــــــان سوادي يـا ودادي

نورعيني منك زدني

انحني بين يديك ،لأقبل ركبتـــيك يا مـرادي

برضاك لا تضني

يملأ عيناي نور مقلتيك يهنا قلــــبي الصادي

عن غرامي لا تسلني

وأراك في علاك لا سواك أنت شريان فؤادي

الحب جميل ورائع ويتجلى جماله وروعته أكثر في الوفاء والإخلاص له ابدا .مهما الدهر تمدد وطال العمر فالحب الحقيقي الصافي يبقى يترقرق هنيئا مريئا ،لا تهزه النوائب ولا تضعفه المصائب، كالذهب لا يزيده عركها وإلحاحها إلا جلاء وبريقا وإشعاعا. يتحدى وللمسار يحدد وفي كل يوم ينصع ويتجدد.

اللقاء في جانبه الإيجابي الإنساني ،هو من أروع اللحظات وأوفرها مدعاة للسرور والحبور ،لقاء الأم بفلذة كبدها الذي غاب عنها أو غُيّب وكذا الأب بأبنائه بعد طول غياب، والصديق بصديقه ،وأروع لقاء وأوفره إثارة وانفعالا هو لقاء الحبيب بمن أحب والحبيبة بمن هوت وانشغلت ،وبذلك يكون اللقاء ولحظاته من أروع ما في الحياة من متع وراحة وانبساط. وأكثر إثارة وانفعالا ما يقع في ظروف تكون أعين العواذل راقبة وقلوب الحساد متقدة، غالبا ما يكون اللقاء (خاصة الأول) يفيض بالشكوى وبث الآلام التي خلفها البعاد مع الطمأنة وتقديم المبررات ممن كان السبب في طول الغياب.

ومع ما ذكر فهناك لقاءات أخرى لا تخلوا من عنف ونضال ومخاطر. وهي محببة إذا كانت من أجل رقي ورفعة الإنسان وكرامته وحريته قال عنترة بن شداد العبسي:

حكم سيوفك في رقاب العذل°°°° وإذا نزلت بــــدار ذل فارحل

وإذا بليت بظالم كــــن ظالما°°°° وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل

وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) سورة الأنفال والأمثلة كثيرة ومتعددة.

أحمد المقراني