قضية لن تنام
رسمَتْ حروفاً ناطقةً بإيماءاتِها البريئةِ، مرَّتْ ملايينُ الثواني بلغَتْ منها المآسي حدَّ التفسخِ، لكنَّ العجيبَ أنَّها ما زالَتْ ترسمُ بحروفٍ تنقصُها النقاطُ، غيرَ أنَّها تامةُ المعنى (ماء ـ هواءـ عسل ـ سكر)، بينَ أزقةِ لوحاتِها، هناكَ غليانٌ ورديٌّ، وبينَ شوارعِ عباراتِها لونٌ أحمرٌ حاقدٌ، وبينَ أعراسٍ وأجراسٍ تهتزُ فرائصُها، وتلحُّ في السؤالِ: متى يعودُ؟ وما بعدَ حروفِ الهجاءِ، عاشَتْ مع ما ورثتْهُ من صممٍ في أذنيها جراءَ تفجيرٍ إنتحاريٍّ، عندَها رفضَتْ الإنصياعَ لواقعِ الحياةِ، وكررَتِ السؤالَ: متى يعودُ؟ سألوها: مَنْ هو؟ فقالَتْ: وطني.
أمل الياسري/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.