العراق جمجمة العرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي 26- ايلول-2020
قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه مقولته المشهورة التي يصف
بها العراق حيث قال : ( العراق جمجمة العرب ، وكنز الإيمان ، ومادة الأمصار
ورمح الله في الأرض ، فاطمئنوا فان رمح الله لا ينكسر ) ..أما معناه :
فقوله " العراق جمجمة العرب " يعني أن أهلها سادات الناس ، "النهاية"
(1/ 299):
" جُمْجُمَة الْعَرَبِ : أَيْ سادَاتها، لِأَنَّ الجُمْجُمَة الرأسُ، وَهُوَ أَشْرَفُ الْأَعْضَاءِ " انتهى.
وقوله : " كنز الإيمان " يعني مجمعه .
والكَنْز في اللغة : اسمٌ لِلْمَالِ إِذا أُحْرِز فِي وِعَاءٍ . "تهذيب اللغة" (10/ 58) .
وقوله : " رمح الله " يعني أن المجاهدين من أهله بمثابة الرمح في نحور
أعداء الإسلام ، والعلماء من أهله بمثابة الرمح في نحور أهل البدع .
وقوله : " يحرزون ثغورهم " أي يحفظون الثغور من مباغتة العدو .
والحِرز الموضع الحصين ، يقال هذا حِرزٌ حَرِيزٌ ، ويقال أَحْرَزْت الشيء
أُحْرِزُه إِحْرازاً إِذا حفظته وضممته إِليك وصُنْتَه عن الأَخذ . انظر :
"لسان العرب" (5 /333) .
وقوله : " ويمدون الأمصار " يعني هم لأهل
الأمصار من بلاد الإسلام مدد وعون ، فيعينون المجاهدين ويمدونهم بالقوة
والسلاح والغذاء وغير ذلك مما يحتاجونه .
ولا شك أن بلاد العراق لها في
صفحات التاريخ الآثار الطيبة ، والمآثر العظيمة ، سواء في العلم أو الجهاد
أو صد عدوان الأعداء عن بلاد المسلمين ، وإمداد المسلمين بالسلاح والمعونة
لحرب أعدائهم وردّ كيدهم .
وقد مكثت بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية عدة قرون من الزمان ، وكانت بغداد حينئذ : حاضرة الإسلام ، ومعدن العلم والسلطان .
وقد خرّجت هي وغيرها من بلاد العراق من أعلام المسلمين وصلحاء الأمة وأبطالها ما لا يعد كثرة
المصادر
١. البداية والنهاية
٢. لسان العرب
٣. تهذيب اللغة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.