ماتت رفل
ماتت النحلة التي حين تطوف على قصائدي
تصنع في أبياتها طعم العسل
ماتت دكتورة بغداد
وزهرة العراق التي أعلنت نفيرا على اليأس بجنود الأمل
ماتت رفل وأكتئبت الزنابق
وحمل الياسمين حاويات البخور والعطور ولآلئ بابل المدفونة
وأتجه نحو غروب العين الحمئة ورحل
ماتت من كانت تبني محاريب العشق لقصائدي
ومن كانت تتربع فوق قباب الزمن الجميل
ماتت بدون سابق إنذار
كأن الموت هكذا عادته
يخطف القمر الجميل حينما يتجلى الضياء في ثوب القديسين ويكتمل
ماتت رفل وأنطفئت شموع بغداد
وسكب الليل ظلمته على النهار
فدخل البهاء سرمدية في عيون البوم
إستلقى على كومة تبن ليشعل التبن ويشتعل
ماتت رفل كما النجمات ليلة الشهيق الأخير
حين تلقي هلاما على ثرى اللاأشياء اللامتناهية
حين تتلاشى مملكة النار
وتذوب الدروع على أساطير البطل
ماتت رفل في أثواب الملائكة محنطة بعنبر الزمن
وصعدت روحها لربي
زكية ففاحت في الطريق المجرات
ودرب التبان وعطارد والمشتري وزحل
ماتت رفل فمن يهدهد القوافي
ومن يعانق معلقات الصعاليك في الفيافي
ومن يرقي روح الشعر من طلاسم الساحرات والدجل
أسكنك الله يا سيدتي أجمل قصر في الجنة
فما شهدنا عليك غير نية ذابت في إخلاصها
وتحاورت في هداية الرحمان مع العمل
خالدفريطاس الجزائر في رثاء الدكتوره رفل عبد الله الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.