( المطَلٌَقَة )
زَوٌَجوها طِفلَةً كَسِلعَةٍ تُنقَلُ
تَرَكَت ألعابَها ...في مَنزِلِ أهلِها ... وها هيَ تَرحَلُ
رَغٌَبوها بالزَواج ... بالفَساتين التي تُغزَلُ
أساوِرُُ في المِعصَمِ ... والأكاليلُ من زَهرِهِ القُرُنفُلُ
زَفٌَةُُ نورها ساطِعُُ ... زُغرودَةُُ ... لَيلُُ مَديد يَحفَلُ
عَراضَةُُ شاميٌَةُُ ... دُفوفُها تُضرَبُ ... والسُيوفُ تَصهَلُ
والضُيوفُ أفواجها كَتائِبُُ ... بَل عَلٌَها جَحافِلُ
والجُموعُ كَأنٌَها في غَزوَةٍ ( لِلمَغولِ ) إن هُمُ حَمَلوا
وعِندَما هَدَأ الضَجيجُ في الصالَةِ ... وخَفٌَتِ الأرجُلُ
وحانَ وَقتُ الوَداع ... غَصٌَةُ والدموعُ منَ العُيونِ تَنزُلُ
وإحتِضانُ أُمٌِها ... أهلِها ... والصِحاب ... يا لَها القُبَلُ
ثُمٌَ غابَت فلا حِسٌُُ لَها ... ومالها خَبَرُ ...
بَيتُُ حَصين ... والجِدار ... وتُسدَلُ السَتائِرُ
رَجُلُُ لَيسَ من رَبعِها ... هَل هو زَوجها ؟ ....
أم عَلٌَهُ القَضاءُ والقَدَرُ
غابَت عَنِ الغادَةِ أقمارُها ... أحلامُها ...
والفَتى في وهمِها ... ما زالَ يَنتَظِرُ
وأبتَدى في ذِهنِها الصِراع .يَستَعِرُ
قَد شاقَها مَنزِلُ أهلِها ... شاقَها الجِوارُ ... واللَيلً و السَمَرُ
والفَتى العاشِقُ ... لَم يَزَل لِطَيفِها يَستَحضِرُ
وعلى فِراقِها يُقهَرُ
ألعابَها ... سَريرها ... أدراجَها ... خِزانَةُُ بالثِيابِ تَعمُرُ
كُتُبُُ عاشَت بِها ... أقلامها ... طُموحها لا يَفتَرُ
ذاكَ الحَنان ... من أمٌِها ... أينَ إخوَتِها ... وتِلكُمُ الدَفاتِرُ ؟
يا وَيحَها أيٌَامها ... والدَمعُ يَنهَمِرُ
صَمتُُ مُريب ... جَوٌُُ كَئيب
ذاكَ الحَبيب ... في حَيٌِها ... رُبٌَما لِنَفسِهِ يَنحَرُ
وزوجُها رَجُلُُ في السَماجَةِ يَرفُلُ ...
أحاطَها بالحَديد ... والغيرَةُ من طَبعِهِ ذاكَ الشَديد
أغلَقَ أبوابَهُ دونَها ... أحَداً لا يُريد
ضَيٌَقَ من حَولِها حِصارَهُ ...
تَمَرٌَدَت قَمَعَ ثَورَتَها ... فلا مَزيد
يا لَهُ من فارِسٍ جائِرٍ وبَليد
هَرَبَت ... عادَت لِبَيتِ أهلِها ... تَحمِلُ بالحضنِ طِفلَتَها
في الحالِ طَلٌَقَها ... فالغيرَةُ تَقتُلُ
نارها ... بركانها لَهيبهُ ... لا يَخمَدُ
يا وَيحَهُ مَصيرها في السَوادِ يَرقُدُ
هَل يا تُرى ( الغادَةُ ) في بُؤسِها تَصمُدُ ؟
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.