وقفة:
- منتشيا- كنت أسير بين الحدائق والمروج ، وكان الجو ربيعيا منعشا تهفو أليه
قلوب الصبايا ، وتتطلع إليه أفئدة الكبار والصغار : العصافير تتطاير مغردة ، والأزهار
تتمايل جلالا وخيلاء ،والأشجار تعرض حللها مزهوة....
في هذا البهاء الإلهي : اهتزت جوانحي واشتقت للبوح ، فتراءت الحروف تتراقص
أمام عيني..... وكطفل رحت أقفز وراءها،
أجمعها وهي تتطاير كالفراشات.... أجري وراءها.... أقبض على بعضها....
تتسرب من بين أصابعي كالعصافير الصغيرة..... أحاول من جديد: أتعثر....
أقف.... وكانت جرابي تمتلئ.
جلست على العشب النضر ورائحة الثرى الندي تنعش فؤادي... أفردت كيسي وبدأت أتفقد صيدي.
بعثرت الحروف أمامي ورحت أرتبها حرفا حرفا..... وأشكلها كلمة كلمة.... و...
تشكلت الجملة واستقامت ، فقرأت : « يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض »
رفعت رأسي ، ونظرت حولي ....حينها فقط أدركت أعظم سر في الطبيعة ، فلم أتمالك وقلت :
لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا ظالمين » .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.