أنا / الذي لا أعرِفُهُ !
شعر : حسام الدين فكري
(اللوحة المرفقة للفنانة الكورية "سارا زن")
************************
لَمْ أَكُنْ أَهْذِي
حِينَ قُلتُ : أُحِبُّكَ
لَكِنِيّ - أيضاً - لَمْ أَكُنْ أَنَا
كَانَ الْآخِرُ، الَّذِي يَحْتَلُّ مِرْآتُي
هُوَ يَقُولُ !
*********************
ذَاتُ يَوْمٍ، كُنْتُ وَرَقَةَ خَضْرَاءَ نَاعِمَةَ
أرْتضعُ ثَدْي الشَّمْسِ، فِي لَذَّةٍ
أَزْعَجَنِي الصَّيَّادُ بَدَوِيُّ بُنْدُقِيَّتِهِ الصَّاخِبِ
حِينَ أَرَادَ اِقْتِنَاصُ "كَرَوَانَ"،التجأ إلى شجرتي
فَتَحَوَّلْتُ – في لحظة - إِلَى صَخْرَةٍ صُلْدَةٍ
وَسَقَطْتُ فَوْقَ رَأْسِهِ !
**********************
أَحُمَّاضِيَّ النَّوَوِيَّةِ، لَهَا رُؤُوسُ مَصْقُولَةُ لَامِعَةُ
تُكَادُ تَنْفَجِرُ دَاخِلُ جَسَدِي
لَمْ أَذُقْ جُرْعَةَ خَمْرِ وَاحِدَةِ
لَكِنَّ دَمِيَّ يَشْتَبِكُ مَعَ دَمِيٍّ
أَفْكَارِيَّ سَالَتْ مَنْ رَأْسِي، وَاِفْتَرَشَتِ الْأرْضُ
هَأَنَذَا أَجْمَعَهَا، وَاحِدَةٍ وَاحِدَةً
هِي وَحُبَّاتِ الْعِرْقِ !
************************
حَمَلْتُ عَنَاقِيدَ الْعِنَبِ الطَّازَجَةِ
إِلَى قَصْرِ الْحَاكِمِ
قُلتُ لهم "اِفْتَحُوا الْأَبْوَابَ"..
ثُمَّ أَخَذْتُ أُفَكِّرُ وَأُفَكِّرُ
لِمَ اِسْتَقْبَلُونِي هَكَذَا
وَأَنَا...
تَحْتَ وَابِلٍ مِنَ الرَّصَاصِ !
***********************
أَصَبَّحْتُ قطرة مَاءٍ
فِي مَوْجَةٍ هَادِرَةٍ
فِي بَحْرٍ هَائِجٍ
الشاطىءُ النَّاعِمُ
مِنْ بَعيدِ، يُنَادِينِي
بُسَّاطٌ مِنَ الزَّغَبِ الْأَصْفَرَ
يَخْتَطِفُنِي
أَتَقَافَزَ فَوْقَ الْمَوْجَةِ
تِلْوَ الْمَوْجَةِ
ثُمَّ أَرْتَمِي فِي أَحْضَانِهِ
فَأَتَحَوَّلُ إِلَى ذَرَّةِ رَمْلٍ !
***********************
الآن أهذي، حين أقولُ : أُحبّك
لَمْ أَجِدُ نَفْسِيَّ فِي نَفْسِيٍّ
فجِئتُكِ أَبْحَثُ فِي عَيْنِيِّكِ
كَوْنِيٌّ لِي طَيْفَا يَحْمِلُ قِنْدِيلًا
يُخْرِجُنِي مِنْ : أنا / الذي لا أعرِفُهُ
وَيُعِيدُنِي إِلَى : أنا / الذي أعرِفُهُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.