...... يا قاريء قصيدي
.
سَهمُ الهوى لايُفَرِّقُ بين شَيخاً وصَبيّا
فنجّني يا ربّي فَمَنْ غَيركَ لي وليّا
.
فكمْ مِنْ مُتَيَّمٍ قَتَلهْ سَهم الهوى
وما كانَ مَطعونَ الهوى يوماً نَجيَّا
.
وكمْ مِنْ مُفارِقٍ رُغمَ النَّوى لنْ
يُفارقهُ الحبيب وإنْ كانَ عنهُ قَصيَّا
.
ولله دَرُّ قلبي كم إكتوى
بنارِ الغُربة ولايزالُ يَزدادُ صَليَّا
.
كُلَّما هَبَّتْ لواعِجُ الإشتياق بجَوانِبِه
أتَبَعتها سواهِجَ أَشَدّ مِنها عتيَّا
.
فلا دُعاء بظَهرِ الغَيب يَنفَعه
فيكون بذاكَ الدُّعاء راضياً مَرضيَّا
.
ولا مِنْ نَديمٍ يَشكو له قَهر الليالي
ولا مِنْ أَنيسٍ يُجَفِّفُ طَرفَاً بالدَّمعِ نَديَّا
.
حتى كؤوسنا عَطشى تَشكو جَفاف مُدامها
ونوادينا مُظلمات بعدما كانَ نورها جَليَّا
.
حتى الشَّمع رأيتهُ يَبكي علىٰ مَواقِده
فسأَلتهُ ما ليَ أَراكَ يا شَمعُ بُكيَّا
.
فقالَ ما أَبكاني إلا فُرقة الفُتُل
وما أذابَتني إلا حرارة الشَّوقُ فيَّا
.
فإذا بقلبي يموجُ في صَدري
وأذا بهِ بخيالِ الحبيب حَفيَّاً
.
يقولُ تالله لنْ يؤنسني غيركَ ياحبيبي
ولو ألتَفَّ حولي كُلَّ جِنيَّاً وإنسيَّا
.
ولَنْ أَنبِض بإسمٍ غيرَ إسمكَ
فهو الذي يَتَرَدَّدُ فيَّ بُكرَةٍ وعَشيَّا
.
فقُلتُ أَأَصابَتكَ يا قلبُ صَبابة
وعُدتَ بَعدَ الكهولةِ فَتاً صَبيَّا
.
ما ليَ أراكَ يا قلبي بالدَّمعِ غارقا
كأنَّكَ يا قلب قيس أو عَنتر العَبسيَّا
.
وأنتَ الذي أبكَيتَ عاتيات المِحَن
وأنتَ الذي دَمعَكَ بالنائباتِ عَصيّا
.
فكمْ مِمَّنْ أسقَتهُ الليالي كأَسَ المَنون
وكم مِمَّنْ أَضحى بأَيامِها نَسياً مَنسيّا
.
سَهمُ الهوى بصَميمِ فؤادي أصابني
بالصِّبا وسأبقى أَعاني ما دُمتُ حَيَّا
.
يا قاريء قَصيدي بَلِّغْ ليلاي عَنّي
أَنّي لازِلتُ على العَهدِ وسأبقى وفيَّا
............................................. بقلمي/ اسيدحضير.. الأحد 30 آب 2020 الساعة 1:25 صباحاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.