التحدي..
مقالة بقلم وعد الله حديد
في العشرين من نيسان 2019
في اماكن كثيرة ..في جنوب شرق القارة الاسيويه,تنحسر الارض اذا ما قورنت
بالمساحات المائية المترامية الاطراف ويكاد القوم يختنق بسبب ذلك
الانحسار,فيضطر الى ابتداع طرق شتى للحصول على بضعة الاف من الامتار كي
يبنوا فيها بيوتا للسكنى ويزرعوا منها بالقدر الذي يؤمن لهم احتياجاتهم من
المنتوج الغذائي
انهم يقفزون فوق المستحيل ويختصرون المسافات كي
يصبحوا قاب قوسين او ادنى من بقعة ارض كمصدر رزق متواتر وسوف لن يقتصدوا
جهدا ان يقصدوا الجبال فينحتونها و يمهدونها وقد يلجأوا الى البحر والبحيرة
وما دونهما احيانا فيجففون منها مااستطاعوا الى ذلك سبيلا كي يقيموا
عليها مساكن ويؤهلونها للزراعة..
جهد غير يسير يضاف الى جهود كثيرة
كي يتمكن هؤلاء الناس ان يعيشوا بصفوة وسلام ,لابد ان يكون ذلك هو التحدي
الذي لن يعرف الصعاب ولن يؤمن بالمستحيل ,وان تسلل الجزع الى قلبه ووهنت
قواه فسوف تتوقف الحياة حينها وتضيع هوية شعب عرف عنه حب الحياة والمطاولة
باتجاه البقاء.
فالارض هي الهوية والعنوان ومن لا ارض له فلاهوية
ولا هم يحزنون.فتهيئة الجبل الاصم للزراعة او للسكن ليست مهمة سهلة ميسرة
بالحد الادنى من اليسر ,انها التحدي الاكبر لمجمل ارادات
الانسان
ومهاراته العقلية والبدنية وامتحان عسير لشعب وجد منذ الازل على بقعة ارض
لم تعد تحتمل المزيد من الانسان وحضاراته ,حدودها المياه من كل
جانب.مردوداتها الحياتية للاستهلاك البشري اليومي تشوبه ندرة فائقة وقصور
ابدي,
تلك هي ارادة الله,فقد شاء الله ان يقسم الاشياء بحكمة بالغة ولن تشبهها ارادة على سطح الكوكب.
اما نحن..
فالارض التي نعيش فوقها , ارض مترامية الاطراف حدودها الشمس والافق,ليس
كمثلها ارض,يصعب وصفها لتشعب تضاريسها الجغرافية والانسانية وما بينهما
.وان حظي شعب ما بأرض لاحدود لها لوفرة شعابها وخصبة ارضها كالارض التي
نعيش فوقها فتلك نعمة من الله,وان حرمت شعوب بأسرها من تلك النعم وضاقت
بها الارض وتضيقت سبلها وانقطع الرجاء بها فتلك ايضا ارادة الله.
ولكن, ماالذي فعلناه بأرضنا ,ها هي ذي تشكو الاهمال والتصحر ,خاوية لا نبتة
فيها ولا طير,ننظر اليها بألم وحسرة ونشتكي ,نستورد خضارنا وفواكهنا من
بلد الجار ,ونذهب الى الجار نفسه كي نهنأ ونستجم في اراضيه رغم ان ارضنا
خصبة وعذراء معضمها ,
ان الاستكان والتهاون في مسألة الارض واصلاحها
لا تشبهها مسألة ,فالأمن الغذائي امر لايمكن التهاون فيه والسكوت عليه فهو
المصدر الوحيد الذي يمكن ان يبقي القوم احياءا الى ما شاء الله .
وعد الله حديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.